لخادم الحرمين الشريفين كلمات كالدرر تظهرها لنا المناسبات المختلفة، لنستقي منها دروسا في حياتنا وفي حبنا لهذا الوطن، إذ لا يدع هذا الملك الصالح مناسبة دون أن يظهر فيها جانبه الإنساني والحضاري، ويعبر عنهما بأسلوبه المحب وصدقه المتناهي، ففي كلمته حفظه الله أمام مجلس الشورى تحدث عن أهمية الكلمة ومدى وقعها على الإنسان وعلى المجتمع، ومدى قدرة الكلمة على التغيير، وأنها ربما تكون كحد السيف الذي يؤول إلى القتل، ومن توجيهاته رعاه الله أن تستخدم الكلمة فيما يؤول إلى لم الشمل وليس إلى الفرقة، وألا تكون وسيلة للهمز واللمز، ثم رحب بالنقد الهادف. والحقيقة أن الإسلام اعتنى بالكلمة، ووجه القرآن الكريم إلى أن يكون كلام الإنسان كله من القول السديد، فقال تعالى «يا أيها الذين آمنوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنكوبكم»، فالكلمة مفتاح لصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، وكما نعلم مدى فضل الكلمة الطيبة، وأنها كالشجرة الطيبة التي تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها، وكم هو مهم أن ننتبه إلى كلماتنا، وأن يكون حديثنا من القول السديد الذي هو الرأي السديد، وأن نبتعد عن شخصنة المواضيع وشتم من يخالفنا الرأي، ففي شتم الأشخاص ونبزهم بالألقاب خطر على وحدة المجتمع أيا كان، كما رحب حفظه الله بالنقد الهادف الذي يكتشف مواطن الخلل والقصور الذي هو طبيعة بشرية، فالخطأ وارد والتقصير وارد، وما طلبه منا ملكنا رعاه الله هو أن نكون أعينا ساهرة تكتشف الأخطاء، وتبينها لمن هو مسؤول عن إصلاحها. مجيب الرحمن العمري جامعة الملك عبد العزيز جدة