لخادم الحرمين الشريفين كلمات كالدرر، نستقي منها دروسا في حياتنا وفي حبنا لهذا الوطن. ففي كلمته التي ألقاها يوم الأحد الماضي أمام مجلس الشورى، تحدث رعاه الله عن أهمية الكلمة ومدى وقعها على الإنسان وعلى المجتمع ومدى قدرة الكلمة على التغيير، وأنها ربما تكون كحد السيف الذي يؤول إلى القتل، ومن توجيهاته رعاه الله أن تستخدم الكلمة فيما يؤول إلى لم الشمل وليس إلى الفرقة وألا تكون وسيلة للهمز واللمز، ثم رحب بالنقد الهادف. والحقيقة أن الإسلام اعتنى بالكلمة ووجه القرآن الكريم إلى أن يكون كلام الإنسان كله من القول السديد، فقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم»، فالكلمة مفتاح لصلاح الأعمال ومغفرة الذنوب، وكما نعلم مدى فضل الكلمة الطيبة وأنها كالشجرة الطيبة التي تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها، وكم هو مهم أن ننتبه إلى كلماتنا، وأن يكون حديثنا من القول السديد، وأن نبتعد عن شخصنة المواضيع وشتم من يخالفنا الرأي ومصادرة حقه واتخاذه عدوا. كما رحب حفظه الله بالنقد الهادف الذي يكشف مواطن الخلل والقصور الذي هو طبيعة بشرية، فالخطأ وارد والتقصير وارد، وما طلب منا ملكنا رعاه الله أن نكون أعينا ساهرة تكتشف الخطأ وتبينه للمسؤول حتى يتم إصلاحه وتلافيه، أما أن يتخذ النقد ذريعة لتصفية الحسابات الشخصية أو للشتم فهذا لا يخدم قضايانا وليس من طبيعة المسلم وهو محرم شرعا ومخالف لأنظمة الدولة وفق ما أمرنا به ولي أمرنا الملك عبد الله بن عبد العزيز. مجيب الرحمن العمري جامعة الملك عبد العزيز في جدة