ثمة احتقان، وثمة تصعيد، وثمة توتير، تعبئ مشهدنا الرياضي وتقوده نحو المجهول، قيل لنا إن رؤساء الأندية التزموا بالتهدئة، وتخفيف لغة تصريحاتهم، وتخفيف الاحتقان في وسطنا الرياضي، ولكن من الواضح أن بعضهم التزم بذلك في العلن، ولكنه راح في الخفاء يدير لعبة التوتير بالوكالة، بواسطة أدواته الإعلامية المنتشرة على الورق، وفي الفضاء، وفي الإعلام الجديد (الإنترنتي)، حيث الصحف الرياضية تتناسل كالأرانب، حتى أصبحنا نستيقظ كل يوم على افتتاح صحيفة إلكترونية جديدة، وفيها ينشر كل ما لا يمكن نشره في الصحف الورقية. الأسبوع الفائت أخذ هذا التوتر أكثر من مظهر، فرئيسا الهلال والشباب تدخلا بشكل غريب ومستنكر لإيقاف كاتبين رياضيين، ونادي النصر أعلن عن مقاطعة قناة لاين سبورت الرياضية بعد أن كان قد قاطع أحد برامجها، والتراشق الإعلامي بين إعلاميي الأندية بلغ أوجه، صراخ في وجه الصراخ، وخندق في وجه خندق، وصولة مقابل صولة، وكل فريق من هؤلاء يدعي أنه يمتلك الصواب، وإن كانوا في قرارة أنفسهم يعرفون تمام المعرفة أنهم في الموقف الخطأ، لكن ضرورات كثيرة تفرض عليهم أن يلعبوا دورهم بما يرضي (المعازيب). وكان من اللافت جدا خلال الأسبوع الماضي أن يخلع رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد رداء المثالية التي لطالما أراد أن يتباهى بها بين رؤساء الأندية، ليفتح النار بعنف على لجنة الانضباط وعلى بعض أعضائها، وطالت شظايا نيرانه وسائل إعلامية وإعلاميين، متخليا عن لغة الشعر التي ظننا أنه لا يتقن سواها، فهل أراد رئيس الهلال أن يقول لنا من حيث لم يقصد (لا تلوموا رؤساء الأندية الآخرين عندما يصرخون ويحتجون وينتقدون، لأننا في نادي الهلال أول مرة نجرب ما عانوا منه زمنا طويلا من قرارات قاسية ومؤلمة، ولأننا أول مرة نختبر من قبل هذه اللجان؟) لا أدري، ولكن الذي أدريه أنه ما من مثالية ولا مثاليين في وسطنا الرياضي، وأن المثالية كانت شعارا في زمن الدلال الذي ما إن تلاشى حتى سقطت المثالية بالضربة القاضية، وأصبح الجميع في الهوا سوا! بقي أن أتساءل: هل الذي يجري الآن هو ما وعد به رؤساء الأندية، صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل خلال لقاءاتهم به على مدى الأسابيع الماضية لجهة تنفيس الاحتقان، وعقلنه الشارع الرياضي، والمساعدة في تشكيل ملامح حقبة جديدة تسودها لغة خطاب راقية، تمهد الطريق لإعادة بناء ما تهدم في رياضتنا السعودية؟ رادوي نجم الأسبوع قيل لنا إن لاعب الهلال (رادوي) لم يضرب لاعب الوحدة (الراقي) إلا بعد أن قام الأخير بوضع يده في حلق الأول، ويبدو أن اللاعب الروماني سمع بالمثل الشعبي (ما دون الحلق إلا اليدين) فهوى بيده على وجه (الراقي).