أرجو منكم أن تغمضوا أعينكم، وتتخيلوا معي مشاهد هذا الفيلم المرعب.. يبدأ الفيلم بفيروس يصيب ملايين النساء حول العالم، ولا تعرف المرأة أنها مصابة بالفيروس؛ لأن العدوى به لا تسبب أعراضا واضحة، ولكنها تتحول في المشاهد اللاحقة إلى سرطان يصيب حوالي نصف مليون امرأة سنويا. أما المشهد الأخير فيصور وفاة أكثر من 280 ألف امرأة في العام الواحد بسبب هذا المرض المتوحش، أي بمعدل حالة كل دقيقتين تقريبا.. نعم حالة كل دقيقتين.. شيء مرعب، أليس كذلك؟ يصور هذا الفيلم قصة الإصابة بسرطان عنق الرحم، والأرقام التي ذكرتها بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، وهي كما ترون أرقام كبيرة وخطيرة تستدعي توعية وتثقيف المجتمع حول هذا المرض الذي لا يعرف الكثيرون مدى خطورته. ولكن ما هو عنق الرحم؟ وما هذا الفيروس، وكيف تتم الإصابة به؟ وكيف يمكن الكشف المبكر عن السرطان، وهل يمكن الوقاية منه؟ أسئلة كثيرة ومتشعبة تطرحها مريضاتي، ودائما ما أبدأ إجابتي بتعريف عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم الذي يمكن رؤيته بسهولة أثناء الكشف الخاص بأمراض النساء، ووظيفة هذا العضو الأساسية هي الحفاظ على بقاء الجنين داخل الرحم خلال فترة الحمل. ويحتوي عنق الرحم على خلايا يمكن أن تتحول إلى خلايا غير طبيعية، وغالبا ما يحدث ذلك نتيجة لوجود عدوى معينة في المهبل أو عنق الرحم. ويمكن اكتشاف هذه الخلايا قبل أن تتحول إلى سرطان عن طريق مسحة عنق الرحم، وهي عبارة عن فحص مجهري لخلايا عنق الرحم، وبذلك يمكن الشفاء من المرض نهائيا والتخلص منه قبل ظهوره. أما السبب الأساسي لحدوث سرطان عنق الرحم، فهو فيروس يسمى الورم الحليمي البشري أو HPV ، وينتقل هذا الفيروس في معظم الأحيان عن طريق الاتصال الجنسي، ويتكاثر فى خلايا عنق الرحم التي قد تتحول في بعض الحالات وعلى مدى السنوات إلى خلايا سرطانية. ويعتبر سرطان عنق الرحم من أكثر السرطانات النسائية شيوعا في العالم، خصوصا في الأعمار الصغيرة نسبيا، ولكنه من أنواع السرطان القليلة التي أدت الاكتشافات العلمية الحديثة لمعرف سببها، وإنتاج أمصال للوقاية منها، وتم بذلك وضع نهاية سعيدة لهذا الفيلم المرعب. * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة