تميزت الباحثة مي الكثيري في البحث عن الآثار، كونها أول باحثة تنجز دراسة أكاديمية مستقلة في العمارة الإسلامية في الدرعية القديمة في العاصمة الرياض، فيما واصلت جهودها لتبرز تميز المرأة وقدرتها على الإبداع في المجالات كافة لأنها النصف الثاني المكمل للرجل، كما تعتبر المرأة جزءا أساسيا من التراث، مشيرة إلى أنه كان للمرأة دور منذ زمن ولكنه كان مغيبا حتى برز دورها في الآونة الأخيرة، وسلطت عليها الأضواء، لافتة للصعوبات والمعوقات التي واجهتها كونها باحثة تبحث عن كل ما هو فريد ومتميز. وعن أسباب اختيارها لهذا الفن، ترى أن العمارة هي السجل الذي يستقى منه تاريخ الأقدمين بما فيه من تقدم وازدهار، أو تدهور وتخلف، ولأن العمارة الإسلامية خاصة الدينية منها قد سجلت تاريخ الدول المتعاقبة وأعطتنا صورة صادقة عن منشئها والمحافظة على هذا التراث، وإيجاد عمارة جديدة تنطوي على القيم والمفاهيم والمعايير الجمالية التي كانت سائدة. وأضافت الكثيري أنها توصلت في مجال فن العمارة الإسلامية من خلال الزخرفة إلى أن بعض المساجد لم تتوافر فيها الزخرفة، ووجدت في بعض المساجد بعض الزخارف ولكن ليست زخارف محلية كان أثرها واضحا في بعض طرز المناطق أو المدن المجاورة كالطراز العثماني على سبيل المثال وغيره. وأضافت الكثيري أن الثقافة المعمارية الإسلامية قد سبقت الثقافات الأخرى من حيث تنوع الزخارف وندرة النقوش التي تعتمد في الأصل على رسم الخط العربي الذي تفنن فيه الكتاب الأوائل. وزادت قائلة: لقد ساعدتني بعض الأدوات التي استعنت بها في بحوثي ومنها الكاميرا في توضيح الزخارف والنقوش والرفع المساحي ورسم «الأوتوكاد» والتخطيط الهندسي التي استخدمتها في موضوع رسالتي، التي ما زالت قيد الدراسة، عن الجامع الكبير في حي الطريف في الدرعية القديمة (دراسة أثرية معمارية). وفيما ثمنت الكثيري جهود أمير منطقة الرياض باعتباره الداعم الأول للتاريخ في المملكة، وأن اسمه اقترن بالعناية بالتاريخ ورعاية المؤرخين في جميع المناطق محليا وخليجيا وعربيا، انتقدت قصور الإعلام في إبراز التراث العمراني عبر أفلام وثائقية، داعية لتخصيص قناة تلفزيونية تهتم بتراث وتاريخ وآثار المملكة، وتوظيف كوادر وطنية شابة في هذا المجال، لافتة في غضون ذلك إلى أن الاهتمام بالآثار يقتصر على الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأن أول بادرة في هذا المجال تمثلت في قيام المؤتمر الدولي للتراث العمراني للدول الإسلامية في 6/9/1431ه برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وكرسي الأمير سلطان بن سلمان لدعم أبحاث التراث العمراني في كلية العمارة، مؤكدة «ما زلنا كباحثين ومتخصصين بحاجة لتصاريح تسهل وصولنا إلى آثارنا، وإلى دعم أكبر لتحقيق الهدف المنشود».