يأمل الجيش أن يستجيب عشرات الألوف من المصريين لندائه لهم بالعودة للعمل، والتخلي عن الإضرابات والاحتجاجات التي اندلعت بعدما أتاح سقوط الرئيس حسني مبارك مزيدا من الحريات. وفي مواجهة موجة الاحتجاجات للمطالبة بمطالب طال أمدها لفئات مثل موظفي البنوك، المرشدين السياحيين، أفراد الشرطة، عمال الصلب، وصناعات أخرى، حث الجيش المصريين أمس على العودة إلى أعمالهم وعدم إلحاق مزيد من الضرر بالاقتصاد. وتريد المعارضة المزيد من الخطوات من جانب الجيش، منها إطلاق سراح السجناء السياسيين وإلغاء قانون الطوارئ. ومن المتوقع كذلك أن تجتمع لجنة شكلت لتعديل الدستور خلال عشرة أيام تمهيدا لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال ستة أشهر بعد أن حل الجيش الجهاز الذي أبقى على حكم مبارك 30 عاما بحل البرلمان وتعطيل العمل بالدستور. وفي الغضون، أعلنت السلطات تأجيل الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوع آخر، وفق ما نقل التلفزيون المصري. وأشار هاني هلال (وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي والمشرف على وزارة التربية والتعليم) أمس، إلى تأجيل الدراسة في الجامعات والمدارس لمدة أسبوع آخر، يبدأ من السبت 19 فبراير (شباط) الجاري. وقال هلال إن القرار يأتي مراعاة للأوضاع في الجامعات والمدارس والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لاستئناف الدراسة. ونقل موقع مصر عن مصادر، إن السبب الرئيس وراء تأجيل الدراسة لمدة أسبوع آخر يعود إلى أنه طرح بقوة ضرورة الالتزام بقرار المحكمة الإدارية العليا فى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضى بإخراج الحرس الجامعي من الجامعة. ومع تردد أصداء انتفاضتي مصر وتونس في الشرق الأوسط خرج مئات الغاضبين بسبب القبض على ناشط حقوقي واشتبكوا مع الشرطة وأنصار الحكومة الليلة الماضية في مدينة بنغازي الليبية. كما وقعت اشتباكات في إيران، البحرين، واليمن. وترددت شائعات عن صحة مبارك (82 عاما) المقيم حاليا في منزله في منتجع شرم الشيخ، بعد أن غادر قصر الرئاسة في القاهرة. وفي آخر خطاب له قال مبارك إنه يريد أن يموت في مصر. وينظم زعماء مناصرون للديمقراطية في مصر احتشادا ضخما يطلقون عليه «مسيرة النصر» الجمعة احتفالا بثورتهم، وربما لتذكير الجيش بقوة الشارع. وكانت الحالة الاحتجاجية حفزت العمال على عرض مظالمهم، فما يوحدهم هو شعور جديد بالقدرة على التعبير في عهد ما بعد مبارك. وجرت بعض الاحتجاجات والاعتصامات في مؤسسات مملوكة للدولة في مختلف أرجاء مصر منها البورصة، مصانع النسيج والصلب، مؤسسات إعلامية، هيئة البريد، السكك الحديدية، ووزارتا الثقافة والصحة. وضباط الجيش الذين لعبوا دورا مهما في الانتفاضة ضد مبارك بعدم بذل أي جهد لقمعها، يحكمون سيطرتهم ويحاولون إعادة الحياة إلى طبيعتها في البلاد. وقالت منظمة الإخوان المسلمين التي لم تقم بدور قيادي في الثورة، ولكنها كانت أكثر قوى المعارضة تنظيما في مصر على مدى سنوات، إنها تريد من الجيش اتخاذ المزيد من الخطوات، مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين على الفور. وعبر بعض الزعماء عن بواعث قلق بخصوص إمكان أن يؤدي الإسراع في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد أن غيب مبارك أغلب أنشطة المعارضة على مدى 30 عاما، إلى منح ميزة لجماعة الإخوان المسلمين، وهي على الأرجح أفضل القوى السياسية تنظيما في مصر. وعادت أمس حركة المرور في ميدان التحرير الذي شهد اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أثناء الاحتجاجات وتراجعت بعض دبابات الجيش ومدرعاته، وان ظلت مركبات الجيش متواجدة في أجزاء أخرى من القاهرة. وأدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما حملة إيران على محتجين استلهموا الانتفاضة المصرية، وحث دول الشرق الأوسط الاستماع إلى مطالب وطموحات شعوبها.