قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أمس في البيان رقم «5» الذي أذاعه التلفزيون المصري، إن الوقفات الاحتجاجية تؤدي إلى الإضرار بأمن البلاد. وطلب المجلس في بيانه من الجميع «تهيئة المناخ المناسب لإدارة شؤون البلاد»، مشيرا إلى أن الوقفات الاحتجاجية التي تعطل عجلة الإنتاج. وكانت مصادر على صلة بالقوى المصرية المعارضة أوضحت أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلف رئيس مجلس الدولة السابق المستشار طارق البشري تشكيل لجنة جديدة لتعديل الدستور المصري، في حين لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد ذلك بعد. وبحسب تلك المصادر، فإن البشري سيتولى تشكيل اللجنة المعنية بالنظر في الدستور الذي أوقف العمل به منذ الأحد، كما جاء في بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، على أن يتم الانتهاء من تشكيل اللجنة خلال عشرة أيام. وجاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد الأحد، وضم عددا من شباب ثورة 25 يناير وبعض قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في أول لقاء يجمع بين الطرفين، والذي استمر ما يقرب من أربع ساعات. وأكدت قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة لشباب ائتلاف الثورة - بحسب ما ذكرته مصادر المعارضة - أن القوات المسلحة مقتنعة بأن الدولة المدنية هي السبيل الوحيد لتقدم مصر، وأن الجيش تسلم السلطة لحماية ثورة 25 يناير. وقال المنسق العام لحركة 6 أبريل وعضو ائتلاف الثورة أحمد ماهر إن قيادات القوات المسلحة رأت تعديل الدستور الحالي بدلا من إعداد مشروع دستور جديد، لأن ذلك يستلزم وقتا طويلا، خاصة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعد بتسليم السلطة خلال ستة أشهر، ما يجعل خيار تعديل الدستور الحالي هو الأفضل. وأضاف أنه تم الاتفاق على تعديل عشر مواد دستورية بشكل مبدئي، وتعديل ما يلزم، مع منح لجنة تعديل الدستور كامل الحرية في العمل، على أن يتم طرح التعديلات الجديدة في استفتاء شعبي عقب الانتهاء من تلك التعديلات مباشرة. وفي السياق ذاته، أبلغ عضوان في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر نشطاء شبانا بأن المجلس يأمل في الانتهاء من التعديلات الدستورية خلال عشرة أيام ثم عرضها في استفتاء للتصويت عليها في غضون شهرين مما يمهد الطريق أمام إجراء انتخابات ديمقراطية. وقال الناشط وائل غنيم في صفحته على موقع فيسبوك إنه وسبعة نشطاء ممن شاركوا في الاحتجاجات التقوا مع اثنين من أعضاء المجلس العسكري مساء الأحد. وهذا أول اتصال بين المجلس العسكري والناشطين الشبان المنادين بالديمقراطية مما يوضح أن قادة الجيش يدركون أنه لا يمكن التحايل على الشبان الذين كانوا وراء الثورة. وأكد غنيم في تصريح صحافي دقة التقرير الذي نشره على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن الاجتماع. وكان غنيم الذي يشغل منصب مدير التسويق بشركة جوجل للشرق الأوسط اعتقل لمدة أسبوعين خلال الاحتجاجات.