لم يكن وحده رئيس مجلس الشورى السابق الشيخ صالح بن حميد، الذي لفت نظره أداء بعض أعضاء المجلس، بل إن رئيس مجلس الشورى الحالي الدكتور عبد الله آل الشيخ، طالب أعضاء المجلس، قليلي المشاركة بالتفاعل مع قضايا الشورى والوطن، موضحا أنه سيتبع آلية جديدة لتحديد وقياس مشاركة كل عضو، وهذا يعكس ضعف أداء بعض الأعضاء وعدم تفاعلهم مع قضايا المواطنين، الأمر الذي ينعكس على مخرجات المجلس وفاعليته بشكل عام. فهل الإشكالية تكمن في نظام المجلس وصلاحياته، أم آلية عمل المجلس ولوائحه الداخلية، أم ضعف اختيار بعض الأعضاء وعدم فاعليتهم تحت قبة الشورى؟. نحن حاليا ندخل العام الثالث من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، وهنا تبرز تساؤلات هامة ومشروعة أيضا هل مجلس الشورى بمنهجيته الحالية، وأدائه السائد قادر على مواكبة التحديات والمتغيرات الحادثة على الساحتين المحلية والإقليمية؟، وهل ساهم المجلس بشكل فاعل في تعميق التفاعل بين الجمهور ومؤسسات الدولة؟. فالإشكالية المزمنة؛ التي يواجهها المجلس، هي ابتعاده عن المواطنين وقضاياهم اليومية، فالمواطن يريد أن يشعر بأن مجلس الشورى، في خريطة أعضائه وقضاياه يعكس الواقع الاجتماعي، وأولويات قضايا المجتمع بقطاعاته المختلفة، بدءا من أزمة الشعير، وانتهاء بكارثة جدة. ففي تداعيات سيول جدة الثانية، التي تفاعل معها رأس الهرم السعودي، وتفقد موقعها على الأرض قيادات الدولة، نرصد غياب المجلس في كافة لجانه عن الوقوف على الكارثة، ومعرفة مسبباتها، أو الوقوف على أحوال المواطنين الذين تضرروا منها، اقتصاديا وبيئيا وإنسانيا، وهو غياب غير مبرر، من مجلس يفترض أنه يجسد نبض الشارع السعودي. كما أن غياب المجلس عن الاضطلاع بدور قيادي، وإحداث اختراق ملموس في ملفات البطالة والأراضي والإسكان والشباب، يدعو للتساؤل، عن إنجازات المجلس بالمعنى الوطني الشامل، وليس الإحصائي الروتيني، لجهة عدد القرارات والقضايا المدروسة. فمجلس الشورى، في أهدافه الوطنية والاستراتيجية يتجاوز الجانب القانوني في سن التشريعات والأنظمة، التي بالإمكان أن تقوم بها إحدى لجان مجلس الوزراء. بمعنى، أهمية أن يشعر المواطن، بأن المجلس صوته السياسي والاقتصادي والإعلامي، وأن يقوم المجلس بزيارات ميدانية لكافة شرائح وقطاعات المجتمع السعودي، وإشعارهم بأنهم يعملون لهم ومن أجلهم. وحتى نستطيع تغيير الصورة الذهنية لمجلس الشورى في ذهنية المجتمع وشبابه، لا بد أن يغير المجلس أداءه على الأرض، ويجدد خطابه الإعلامي والاجتماعي، وأن يتفاعل مع قضايا الوطن ووظيفة الشورى، خاصة مع التحديات الراهنة، والأحداث التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب إنجازات على الأرض، بعيدا عن المجاملات والاستهلاك الإعلامي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة