تنحي الرئيس المصري حسني مبارك هو الموضوع الأكثر تغطية في الصحف البريطانية الصادرة أمس، وهكذا كان الحال منذ اندلاع الثورة في مصر. في صحيفة «إنديبندانت» نجد أكثر من موضوع، ما بين تقرير ومقال وافتتاحية، بينها نجد مقالا للصحافي روبرت فيسك الموجود في القاهرة منذ بداية الأحداث. عنوان المقال «نشوة شعب» يرصد فيه ردود فعل الشعب المصري في القاهرة على إعلان الرئيس المصري حسني مبارك تنحيه. «فجأة انفجر الجميع بالغناء، والضحك، والبكاء، فجأة ركع الكثيرون على الأرض وبدأوا بتقبيلها، بدأ البعض بالرقص والبعض شكر الله على تنحي الرئيس. بدا المشهد وكأننا في عرس، وكأن كل رجل وامرأة أمامي تزوج لتوه. سيعرف هذا الحدث في التاريح باسم ثورة 25 يناير، وهو اليوم الذي اندلعت فيه الثورة، وسيؤرخ له على أنه اليوم الذي هب فيه شعب مصر»، هكذا وصف فيسك المشهد. العرب الذين يضطهدهم الغرب ويميز ضدهم ويعاملهم الكثير من الإسرائيليين كمتخلفين وجهلاء، هبوا ونفضوا عنهم خوفهم وأقصوا الرجل الذي يحبه الغرب ويعتبره «زعيما معتدلا». نعم، ليست شعوب أوروبا الشرقية وحدها القادرة على المواجهة والتحدي، كما يقول فيسك.