حذر المدير الطبي لمستشفى النساء التخصصي في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالعزيز العبيد، من إهمال برامج الكشف الدوري التي ينصح بها النساء لرصد أية أمراض وخصوصا الأورام، مبينا «أن سرطان عنق الرحم من أكثر السرطانات التي تصيب النساء، ويعتبر ثاني أكثر الأورام السرطانية شيوعاً في العالم، حيث تصاب به نحو 500 ألف امرأة سنوياً بمعدل وفاة يصل إلى أكثر من 270 ألف مريضة سنوياً». وأضاف «سرطان عنق الرحم يحدث عندما تبدأ خلايا عنق الرحم في التغيير مع حدوث تغيرات فسيولوجية طبيعية، ولكن نتيجة بعض الالتهابات المصاحبة للإصابة بفيروس الحليم البشري تحدث تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم تؤدي إلى الإصابة بما يسمى الخلايا ما قبل السرطانية في عنق الرحم وهي خلايا يسهل اكتشافها وعلاجها قبل أن تتطور إلى سرطان». وأشار إلى أن الإصابة تستغرق فترة زمنية إلى حدوث التغيرات ما قبل السرطانية ومن ثم السرطان قد تصل ما بين عشر إلى 20 سنة وأحيانا تحدث التغيرات خلال سنوات قليلة فقط. وأفاد الدكتور العبيد، أنه لا توجد أعراض واضحة في بداية السرطان وهو ما يتسبب في صعوبة اكتشافه في مرحلة مبكرة وبالتالي يتم تشخيص إصابة أغلب الحالات لدى وصولها إلى مرحلة متقدمة، وقد تم علاج هذه المشكلة بشكل كبير في الدول المتقدمة التي لديها برامج لعمل الكشف المبكر عن سرطان الرحم وهو ما يسمى بمسحة عنق الرحم التي تجرى بشكل سنوي لاكتشاف السرطان حتى في مرحلة ما قبل تطوره إلى خلايا سرطانية. وأكد أن الوقاية من المرض تكون بإتباع المعايير العالمية التي تم اكتشافها منذ خمسينيات القرن الماضي؛ وهي إجراء كشف دوري وعمل مسحة لعنق الرحم لاكتشاف المتغيرات، مع الإشارة إلى أن البحوث العلمية الحديثة قد نجحت في تطوير لقاح مضاد لسرطان عنق الرحم وهو يستخدم بشكل واسع في الدول الغربية وبعض دول المنطقة بحيث يعطى للنساء قبل بدء نشاط ممارسة الحياة الزوجية وبالتالي يحمي من الإصابة بالفيروسات المسببة لهذه السرطانات.