إن الحدث المهم لهذا العام هو إعطاء جائزة نوبل لمكتشف تطعيم سرطان الرحم، لأهمية هذا الاكتشاف العلمي وتأثيره المتوقع في حماية النساء من هذا المرض. إن أية تغيرات أو أورام في عنق الرحم يمكن رؤيتها بوضوح من خلال الفحص النسائي وهذا ما يميزه عن سائر أعضاء الجسم الداخلية فيمكن اكتشاف الأورام في هذه المنطقة بسهولة ، كما يمكن عمل مسحة لعنق الرحم لاكتشاف التغيرات في عنق الرحم والتي قد تتحول إلى سرطان في المستقبل، لذلك دائما ما نوصي وبشده أن على كل امرأة عمل مسحة لعنق الرحم بشكل دوري بعد الزواج لاكتشاف أية تغيرات وللوقاية من الأورام. ويتحول جزء بسيط من خلايا عنق الرحم إلى خلايا سرطانية في حالة عدم الاكتشاف المبكر مرورا بتغيرات ما قبل السرطانية ، وتبدأ في التحول الى اورام على عنق الرحم تصاحبها بعض الأعراض منها نزيف مهبلي في غير أوقات الدورة أو بعد الجماع وهنا يجب المسارعة للفحص الطبي المتخصص ولا يعني ذلك أن كل نزيف بعني ورما ولكن يجب الفحص. بعد معرفة مرحلة المرض من خلال الفحص وأخذ العينات وفحصها مخبرياً، تتحدد طرق المعالجة المناسبة، أما باستئصال الرحم بشكل كامل وازالة الغدد اللمفاوية لمعرفة مدى انتشار المرض، أو عن طريق العلاج الاشعاعي والكيماوي في حالة تجاوز المرض مرحلة ا لعلاج بالجراحة، والعلاجان هدفهما شفائي وغالبا ما يتم شفاء المريضة بإذن الله وتحتاج فقط للمتابعة للتأكد من عدم عودة المرض. إن التغيرات التي تحدث لخلايا عنق الرحم تكون بسبب تعرضها للعدوى ببعض الفيروسات المسماة فيروسات بابلوما، وقد تم التوصل لتطعيم يمنع العدوى بهذه الفيروسات ومن ثم حماية عنق الرحم من حدوث السرطان وحمايته من أية تغيرات في خلاياه. والتطعيم عبارة عن ثلاث حقن في العضل تؤخذ الأولى ثم تليها الثانية بعد مضي شهر على الحقنة الأولى والثالثة في الشهر السادس من بداية التطعيم، ويعطى هذا التطعيم للفتيات قبل سن الزواج وذلك ما بين سن الثانية عشرة إلى سن السادسة عشرة مع امكانية أخذه في أي عمر قبل الزواج، ونتائج الأبحاث مبشرة جدا بحماية تصل إلى نسبة 100% ضد سرطان عنق الرحم. إن الأمل كبير جدا في تقليص عدد الإصابات بسرطان عنق الرحم وذلك بوجود برنامج الكشف المبكر (مسحة عنق الرحم)، مع تمنياتنا للجميع بالصحة والسلامة. @ قسم جراحة أورام النساء وجراحة المناظير