سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



null
نشر في عكاظ يوم 11 - 02 - 2011

«من فيض».. من دواخل الأسماء التي يستضيفها هذا الفضاء، نحاول مقاربة جوانب مخزونها الثقافي والمعرفي، واستكناه بواطنها لتمطر، ثم تقديمها إلى الناس، مصطحبين تجاربهم، ذكرياتهم، ورؤاهم في الحياة ومن حولهم، وذلك على شاكلة أسئلة قصيرة وخفيفة في آن معا.
وهنا نتوقف مع اسم لامع عالمياً، في مجال الاختراعات والابتكارات التي تجاوزت كل الآفاق، هنا الدكتورة حياة سندي تستعيد مشواراً طويلا مع الإبداع والابتكار والقدرة الهائلة على الإنجاز.
• تميزت في طفولتك عن أقرانك بالبحث عن الحقيقة كيف كانت الطفولة؟
كنت في طفولتي أقضي معظم وقتي في التأمل، وكان لدى أمي كرسي صغير قديم كنت أدخل تحت الكرسي وأضع عليه غطاء، وأتخيل نفسي في الفضاء وأتخيل اكتشافات ابن سيناء والكندي، لأني كنت أقرأ كثيرا، وقد تعلمت حب القراءة منذ الصغر من الوالد رحمه الله وكان من أهداف تخيلاتي أن يكون لي دور في الحياة وفي المجتمع، وبدأت أجمع الصور وأعمل منها قصصا يكون لها هدف، كما كنت احتفظ بكتاب صغير وأنا في المرحلة الابتدائية أضع فيه الصور أي صور أحصل عليها وأعمل منها قصصا لها أهداف.
وصادف أن حضرت إحدى الموجهات، ورأت الكتاب الصغير، وكانت الصورة الأولى صورة الملك فيصل وهو يقرأ، وهي صورة معبرة، وقالت: الابنة دي «جامعة على طول»، ما تحتاج أنها تذهب للمدرسة، يوجد لديها إبداع وخيال، كما حفظت جداول الضرب كلها وأنا في الصف الأول ابتدائي، وكنت أقرأ وأكتب.
• أسئلة الطفولة المتكررة هل وجدت لها إجابات لديك؟
بين البيت والمدرسة، وكان الوالد رحمه الله له دور كبير دائما كان يجيب عليها بطريقته المميزة، وكنت أسأله هؤلاء العلماء الذين أقرأ عنهم هل هم حقيقة، لأني لا أرى مثلا «إنسانا» أمامي وكان يقول لي بالعلم الإنسان يصل إلى أي شيء يريده في الحياة، وكان يعلمني القراءة ولديه إجابة لكل سؤال، وكنت أسمع صوته وهو يتهجد في آخر الليل، وأتمعن في قراءته للقرآن، ولم يكن يجبرنا على شيء ولكنه كان يعتبر مثلا أعلى أقتدي به.
• خيال الطفولة لديك إلى أي مدى وصل؟
خيالي كان يوصل إلى الكواكب الأخرى إلى القمر ويرجع إلى أيام الإبداع أيام الكندي والرازي فكان خيالي بين نقطة الانطلاق في الحضارة الإسلامية أو العلوم أو الابتكارات إلى كيف نصل إلى القمر وكيف هو في الفلك وكيف هي تركيبة النجوم في هذا العالم.
• هل سبقت عصرك؟
الأسئلة هذه تسبب لي إحراجا لأن الإنسان بطبعه يضطر إلى مدح نفسه ولكن كانت صديقاتي في سن العشرينيات وأنا كنت في المرحلة الابتدائية، وفي مجال الابتكارات قد قال لي بروفيسور في جامعة هارفارد وهو يتربع على عرش الإبداع لمدة 35 سنة وقد أخذ جائزة الملك فيصل الآن سبقتيني بعشر سنوات.
• شغف القراءة وأثره الإيجابي، من كان يبهر حياة سندي بحبر قلمه؟
قد تعودنا في صغرنا من الوالد والمدرسة على حب القراءة، فكان الوالد يحب القراءة وكان يحضر المجلات ويجعلنا نقرؤها وكذلك حبي لهويتي الإسلامية وانبهاري بالأنبياء وقصصهم وقصص إبداع الذين سبقونا أدى إلى رغبتي في القراءة عنهم، وفي حبي للعلم فقد كنت أدرس المادة بحب وشغف للتعلم لذلك كنت لا أعتمد فقط على المقررات الدراسية بل كنت أتعداها وأقرأ كل ما يتعلق بها وهذا ما يميز طالب الامتياز عن غيره.
• الشعر أحاسيس ومشاعر مرهفة، هل لديك محاولات شعرية أم أنك متذوقة له؟
أنا متذوقة للشعر كثيرا لأني مغرمة باللغة العربية فكان يبهرني قوة الشاعر وبلاغته لأنه يضع أحاسيسه وشعره في كلمات بسيطة لكن لها معنى عميق ويوجد لدي محاولات شعرية وكل المقربين مني قد أشادوا بها.
• أما بقيت «مكة المكرمة» في مخيلتك كما كانت؟
أنا من عشاق مكة المكرمة وكل مرة أدخل إليها يصيبني شعور متى أسكن فيها ونظرتنا لمكة بأنها القلب الروحي لنا ولكن بعد التطور العمراني الآن فقد خرج منها معظم العوائل وأصبح طابعها تجاريا، ولكن رغم ذلك فإن أهل مكة لم ينسوها وهي باقية في وجدانهم وذاكرتهم.
• نمارس هوايتنا للاستفادة من الفراغ لدينا، فما هواياتك المفضلة؟
أحب كثيرا ركوب الخيل، والاكتشاف والسفر للتعرف على مختلف الحضارات، وأعشق رياضة اليوغا كما أهوى كل شيء فيه خيال يبهرني ويضيف إلي فكرة جديدة.
• ما هي أجمل الأماكن المؤثرة فيك؟
الآية المؤثرة في ثقافة الدكتورة حياة سندي «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» هذه الآية أقف كثيرا عندها لأن الله خلقنا بالألوان والأشكال لنتعارف، فأنا يوجد لدي حب استطلاع للتعرف على الثقافات والحضارات والشعوب وأتغلغل في وسطهم لكي أعرف عاداتهم وتقاليدهم واقتصادهم وحضارتهم ونظرتهم للحياة كيف هي، ومن أجمل المناطق التي زرتها منطقة كيوتو في اليابان وهي تعتبر العاصمة الثقافية لليابان فهي جميلة جدا وبيوتهم مصممة على الطابع القديم كما يوجد لديهم طريق يسمى ب «طريق العلماء والمبدعين والمفكرين» وهو طريق صغير مغطى بشجر الكرز وبجانبه الحدائق وجدول ماء وعندما يقوم الفلاسفة بالمشي في الشارع يأتيهم الإلهام. وأنا من عشاق اسطنبول كحضارة وثقافة إسلامية وكذلك أعشق اسكتلندا.
• من ضمن «15» عالما يمكنهم أن يحدثوا تغييرا في الأرض ماذا غيرت حياة سندي؟
أنا أعتبر في بداية المشوار وأبحاثي مهتمة بخدمة الإنسان وخدمة المجتمع وآخر اختراع عملته هو جهاز أنجزته أنا و «17» عالما وقد استطعنا أن ننقذ في السنة حوالى 5 ملايين إنسان وهو جهاز لتشخيص الأمراض مصنوع من مادة الورق وهو سهل الاستخدام ويعمل عن طريق أخذ عينة من الدم أو البول أو اللعاب فيتغير لونها إلى لون معين وهذا إشارة إلى أن الإنسان مريض وهذه طريقة مبسطة جدا لأن كثيرين من الناس في الدول النامية لا يقرؤون ولا يكتبون فبتغيير اللون يستطيعون أن يشاهدوا، كما أن المصابين بعمى الألوان اخترنا لأجلهم الألوان التي يستطيعون أن يشاهدوها، فهذا واحد من الإنجازات ولكن يوجد لدي إنجازات عديدة في مجال السرطان والبيئة وأنا أحب أن أساعد المجتمع بأي عمل، والإنسان في بدايته لابد أن يكون له هدف في أي مجال يعمل فيه سواء كان عالما أو صحافيا أو طبيبا أو غير ذلك لكي يستطيع أن يساعد إنسانا آخر موجودا في الحياة، ولابد أن يحس بالناس المحرومين والمحتاجين ويعمل على تسخير الموهبة التي أعطاها الله له لمساعدة الناس.
وقد كان تقييمهم لي ليس لشيء واحد ولكن اطلعوا على أبحاثي على مسار 10 سنوات وعن شخصيتي وعطائي وعن غيرتي على بلدي وعلى الإنسان المحتاج وعلى طلابي وكيف احتضنهم ليشقوا طريقهم وليسخروا علمهم لمساعدة المجتمع وكانوا معجبين بي لما تحدثت عن «العقول المهاجرة».
• الفشل في اللغة الإنجليزية وعدم القبول في الجامعات إلى أعلى الدرجات العلمية قصة كفاح كيف تروينها لنا؟
بداية رحلتي إلى بريطانيا كانت بعدما أقنعت أهلي بالسفر وإكمال الدراسة كنت سعيدة جدا بموافقتهم وكان لا يوجد لدي لغة وكانت لدي شهادتي الثانوية العامة وهي كانت تعادل لديهم الشهادة المتوسطة ولما أردت الالتحاق بالجامعة لديهم قللوا من عزيمتي بأن قالوا لي عودي إلى بلدك ليس لديك مجال هنا لأنك سوف تخسرين مالك حتى لو تعلمت اللغة الإنجليزية لابد لك أن تحصلي على المستوى الثانوي البريطاني والنجاح بتميز في هذا المستوى صعب لأننا نحن ندرب أبناءنا وبناتنا ليجتازوه في أربع سنين، واجتيازه لا يعتمد فقط على قوة اللغة ونسبة الذكاء ولكن يعتمد على طريقة وقدرة الاستيعاب وسرعة الإجابة. وأنا أردت أن أجتازه في سنة واحدة، فقالوا لي هذا مستحيل!. لم أجد منهم الدعم أو الابتسامة حتى، فتعلمت اللغة وانتسبت في إحدى المدارس ولم يكن هناك معلم يعلمني وكانت الغربة صعبة والثقافة تختلف وكنت أتمنى أن أجد أحدا يدعمني ويدفعني إلى الأمام ولكني اجتهدت وبتعلقي بكتاب الله الكريم وحفظه كان مؤنسي في الغربة والدافع لي، وأعطاني الصبر والطمأنينة والمثابرة على تحصيل العلم إلى أن وفقني الله إلى أعلى الدرجات العلمية.
• متى يكون البكاء راحة لديك؟
في كل وقت يحتاج الإنسان إلى أن يبكي معنى ذلك أنه يحتاج أن يرتاح، فهذه رحمة من الله وضعها في قلوب الرحماء.
• تدريس اللغة العربية لموظفي البنوك ما قصتها؟
هذه كانت في بداية المرحلة الجامعية حيث كان هناك طلاب يريدون أحدا يعلمهم اللغة العربية في الجامعة وقد بدأت أدرس ساعات قليلة جدا للذين يرغبون في تعلم اللغة العربية واكتشفوا بعد أسبوعين أن الطلاب بدؤوا بالتحدث باللغة العربية ورؤوا أنه من الممكن الاستفادة مني وجاءني عرض من رجال أعمال وسيدات أعمال مرتبطين بالدول العربية وقد ابتكرت طريقة تدريس معينة بدأتها مع فنانة تشكيلية تأتي السعودية لعرض أعمالها وقالت لي إن لديها كثيرين يريدون تعلم اللغة العربية وعملت فصلا دراسيا وكان عليه إقبال كبير من رؤساء البنوك والشركات وبدأت بتعليم أولاد بعض الموظفين الذين سيذهبون إلى بعض الدول العربية.
وفي موقف ثان ذي صلة اتصل بي عميد كلية طب خاصة في مدينة كامبردج البريطانية وقد كنت في السنة الثانية دكتوراه وطلب مني أن أدرس طلاب كلية العلوم الطبية الطب وللمعلومية أنني لم أدرس الطب وقد عرض علي عرضا مغريا ولكنني استغربت من اختياري لأنه غير تخصصي فسألته لماذا اخترتني فقال: لي أنت الوحيدة القادرة على أن تساعديهم لأنهم طلاب لم يدرسوا العلوم وإنما كانت تخصصاتهم فنا وجغرافيا ولكن لديهم إصرارا وعزيمة على أن يتخصصوا في الطب، وأخبرني بأنهم إذا لم ينجحوا فستقفل الكلية فقبلت التحدي لأني لا أؤمن بالمستحيل، وبدأت في تعليمهم جميع مراحل العلوم إلى الطب واكتشفت أن الطلاب أذكياء ولديهم الرغبة في أن يكونوا أطباء وقد اجتازوا جميعا البورد الأمريكي الطبي وهذا لفت انتباه عميد ومؤسس جامعة كامبردج «لورد بترفيلد» وهو يعتبر المؤسس لكثير من كليات الطب العريقة في بريطانيا ورشحني لجائزة الأمير فيليب الذي استقبلني في قصره للالتحاق بالكلية الطبية الملكية وفلسفتي في الحياة إذا كنت تقدر على مساعدة إنسان بأي وسيلة وأنت تستطيع فما المانع.
• «عاصمة الضباب» ماذا أعطتك؟
أعطتني مدينة الضباب الأرض التي أبدعت فيها وعززت في كياني الثقة بالنفس، الغربة عموما أثرت في ذاتي وأحسست بالعزم لكي أصر على تحقيق أحلامي وأن لا أخضع إلى الغير في تحطيم آمالي ومصير حياتي، وعلمتني كم أنا فخورة بديني وبعاداتي وتقاليدي، لأنني كنت ومازلت سفيرة لبلدي.
• أين المرأة السعودية في التقنية والبحث العلمي؟
ج قادمة.. ولا بد أن تكون لها خطوات مدروسة وبدون اندفاع.
• الموهوبون عملة نادرة كيف يتم اكتشافهم والاهتمام بهم؟
اكتشاف الموهبة ليست صعبة في بلاد الغرب لأن عندهم شغفا بتقدير قدرات الإنسان عامة، فهناك دائما حب استطلاع في معرفة شخصية وتركيبة الإنسان، فلا ينظرون لأنفسهم فقط لأن هذا سيكون حجابا لمعرفة الآخرين.
فالتميز والموهبة يلاحظان وينميان في وقت مبكر من البيت والمدرسة لأن الآباء والمدرسين يهتمون بتطور الطفل واكتشافه للحياة.
• يوميات غربة امرأة سعودية كيف هي؟
كانت وصية الوالد لنا بعد وفاته هي الدعاء وقيام السحر «آخر الليل» والمواظبة على صلاة التهجد وقراءة القرآن ولذلك تعلمنا منه أن نصحو قبل الفجر ونصلي ونقرأ القرآن لأننا كنا ننام ونصحو على صوته وهو يقرأ القرآن وبعد الفجر أقوم بالرياضة ومن ثم أتناول طعام الإفطار لما فيه من فائدة كبيرة وأبدأ اليوم بالعمل وبعدها أبدأ بالمحاضرات والأعمال ولكن يوجد هناك بريك لليوغا وفي المساء أبقى في المنزل وأقوم بإعداد الطعام بنفسي لأنني لا أفضل الأكل في المطاعم وصديقاتي يحببن زيارتي باستمرار لتناول الطعام والمناقشة.
• ما سبب هروب الفتيات من الأقسام العلمية إلى الأدبية؟
عملت محاضرة بهذا الخصوص في جامعة هارفارد سميتها «كيف نتعايش مع الإبداع» وعملت بحثا عن «دور العلم في الإبداع ودور المرأة في الإبداع»، ففي القرن الثامن أول جامعة تبنى في العالم أنتجت كل العلوم التي نقرؤها الآن هي جامعة أنشأتها امرأة اسمها فاطمة الفهري ورثت من أبيها فجعلت كل أموالها في إنشاء جامعة القرويين وأختها مريم فتحت جامعة الأندلس كانت ثاني جامعة في العالم.
وجود العلوم التي في العالم كلها وراءها امرأة والآن بدأ دورها يقل في جميع أنحاء العالم.
وقد اخترت من منظمة «بوب تيك» تحت مبادرة البيت الأبيض الأمريكي بعنوان «كيف نحفز العلوم في المجتمع» من ضمن خمس شخصيات لكي يحفزوا البنات، وبدأ الإقبال على المحاضرات التي ألقيها في أمريكا ليستفيدوا من شخصيتي ومن إصراري وعزيمتي، المرأة بطبيعتها وتكوينها أفضل من الرجل لتكون عالمة ليس لأن الرجل غير قادر ولكن لأن المرأة صبورة وتوجد الحلول بطريقة إبداعها وتكوينها في الشيء، ولكن قل أداء المرأة إلى القرن 19 حيث أصبح الرجل هو المتربع لأنهم اعتبروا أن هذا العلم للرجال فأصبحت المرأة لا تكون إلا مساعدة أو مشاركة ولكي تعود إلى وضعها الطبيعي لابد أن تعمل بخمسة أضعافها لكي تصل إلى ما وصل إليه الرجل.
ولا بد أن يكون هناك دعم وتشجيع للمرأة من أسرتها ومن الرجل لكي تصل إلى ما تصبو إليه.
وقد عملنا إحصائية في جميع أنحاء العالم أفادت بأن البنات أفضل من الأولاد في العلوم والرياضيات.
• نصيحة مبدعة إلى بنت جنسك ماذا تقولين لها؟
أقول لها أنت متميزة أنت قوية أنت ذكية وقادرة على إصلاح مجتمع كامل فثقي بنفسك أكثر واهتمي بالجوهر أكثر.
• في رأيك نظرة الرجل للمرأة الناجحة أمازالت قاصرة أم تغيرت؟
لاحظت أن الرجل الشرقي أصبح لديه فخر بالمرأة ولقد تغيرت نظرته إليها.
• المجتمع السعودي علميا أمام المجتمعات الغربية إلى أين وصل؟
البعثات الخارجية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله نحسد عليها ولكني أريد أن أقول بأن هناك وجها آخر للتعليم وهو دعم البحث العلمي حيث إنه أساس بقاء أي دولة في العالم، لأنه تقيم به الدول الآن ويعتبر القوة العقلية التي تنهض به الدول، والمشكلة التي نواجهها في العالم العربي ككل أنه ينظر إلى أن الإبداع العلمي سيأتي من التعليم فقط ولكنه ليس كل شيء والمسألة هي ليست تخريج أولاد وبنات ولكن لابد أن يكون هناك ابتكار له ميزانية وله تخصص وله أكثر من التعليم لأنه يعتبر ثمرة التعليم والقدرة على كيفية تفعيل ما تعلمه الفرد في خدمة المجتمع وكيف تكون هناك عقول لديها استقلالية وتكون رائدة في حل جميع المشكلات التي نواجهها من المياه والصحة وغيرهما، ولكن للأسف نجد نظرة العالم العربي أنهم يعتقدون أن دعم البحث العلمي جزء بسيط من الدراسة الجامعية ولكن هو جزء أساسي وإجباري وله ميزانية خاصة ومدعمة، نحن نعلم ولكن أين ثمرة التعليم ولذلك لا بد من إنشاء مراكز متخصصة له ومتابعة البحوث وتطبيقها على أرض الواقع كما لابد من غرسه من البداية منذ الطفولة لأنه أساس لنمو وتطور البلد والبقاء على اتستقلاليته.
• العلم والإسلام من منظور عالمة ما الرابط بينهما؟
أخذت حبي للعلم من الإسلام لما خلق الله آدم علمه الأسماء كلها وقد خلق الله البشر للتعلم ولا يتعارض ذلك مع أي ديانة أخرى فكلها مع العلم لأن العلم أتى من الدين.
• بعيدا عن المعامل ورائحة المواد الكيميائية كيف هي الحياة الاجتماعية لديك؟
أنا متعلقة بعاداتي وتقاليدي وأستمتع بزيارة الأهل والأصدقاء وأحرص على تلبية كل الدعوات.
• للنجاح مفاتيح ما هي بالنسبة لك؟
بالنسبة لي ثلاثة مفاتيح هي رسم الهدف، والإصرار عليه، والإخلاص.
• أين موقع القنوات العلمية من ساحة الفضاء الذي سيطرت عليه قنوات الترفيه والتسلية؟
قنوات الانحلال أنا لا أرضى عنها فلكل واحد وجهة نظر، وإنني أتمنى أن تكون هناك قنوات علمية مشوقة، فأنا قدمت بحثا لعمل حلقات عن العلوم للمشاهد مع مشاركة جامعة هارفارد وآمل أن يكون له القبول من ملاك القنوات ولكن من الأهم القراءة لأن نسبة القراءة في عالمنا العربي ضعيفة جدا وهذا شيء مؤسف صحيح أنهم يشاهدون القنوات ولكنهم لا يقرؤون، والقراءة هي المفتاح لتوسيع المدارك.
• الشبكة العنكبوتية ماذا استفاد منها العلماء؟
استفاد منها العالم والعلماء كثيرا ولكن يجب أن نكون حريصين لأنه ليس كل ما وضع في الشبكة صحيحا،
ويكفي أنها حلقة الوصل في المجتمع العلمي رغم بعد المسافات.
• الإعلام السعودي ودوره في دعم العلماء كيف ترينه؟
الإعلام السعودي يحتاج إلى تطوير قدرات لأنه لا بد للصحافي أن يكون أكثر اطلاعا على العالم ويكون قلمه مؤثرا لينهض بفكر المجتمع، وأفضله من ناحية علمية أن يكون أكثر شمولا على العقول المفكرة والمبدعة في البلاد.
• خمس رسائل لمن توجهينها؟
«الأسرة»: «الأم والأب» ازرعا في الأولاد معنى هدف في الحياة.
«المدارس»: حفزوا الطالب في حب البحث العلمي.
«الطلاب»: المثابرة والجدية والإخلاص والاهتمام بالجوهر.
«رجال الأعمال»: اهتموا بدعم الإبداع.
«المجتمع»: كأفراد لا بد أن يبعدوا عن الأنانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.