اتفقت اللجنة التي شكلها الرئيس المصري حسني مبارك من أجل اقتراح تعديلات دستورية خلال أول اجتماع لها أمس على تعديل ست مواد من الدستور، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. وقالت الوكالة إن المواد التي جرى الاتفاق عليها هي 76 و77 و88 و93 و179 و189. وتتعلق المادة 76 بشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية والمادة 77 بمدد ولاية الرئيس والمادة 88 بعملية الإشراف على الانتخابات التشريعية والمادة 93 بالطعون على انتخابات مجلس الشعب. أما المادة 179 فتعطي رئيس الجمهورية حق إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية إذا ما تعلق الأمر بجرائم الإرهاب. وتنظم المادة 189 طريقة تعديل الدستور وتعطي الحق في طلب تعديل الدستور إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب وفقا لإجراءات محددة. ولم يجر الاتفاق بعد على طبيعة التعديلات التي سيجري إدخالها على هذه المواد. وجاءت هذه التعديلات استجابة للانتفاضة الشعبية المصرية التي انطلقت في 25 يناير (كانون الثاني) للمطالبة برحيل مبارك وإقامة نظام ديموقراطي في البلاد. ووسط تضاعف المتظاهرين في ميدان التحرير وارتفاع الأصوات المطالبة برحيل الرئيس المصري، حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس من أن يضطر الجيش إلى «التدخل للحفاظ على الدستور» في حالة حدوث فوضى، بحسب ما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. وأكدت الوكالة أن أبو الغيط دعا إلى الحفاظ على الدستور لحماية البلاد من الفوضى وحذر من حدوث فوضى وتدخل للجيش من أجل استعادة زمام الأمور. وقال «يجب أن نحافظ على الدستور حتى لو تم تعديله، لأنه عندما نسير في عملية دستورية نحمي البلد من محاولة بعض المغامرين الأخذ بالسلطة والإشراف على العملية الانتقالية، وإذا حدث فإن الدستور ليس في إطار العمل، وبالتالي سنجد القوات المسلحة مضطرة للدفاع عن الدستور والأمن القومي المصري طبقا للقسم (الذي التزمت به) ونجد أنفسنا في وضع غاية الخطورة». هذا وهاجم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مقابلة مع تلفزيون «بي بي اس» أمس الموقف الأمريكي وقال إن الولاياتالمتحدة «تفرض» إرادتها على مصر بطلبها تطبيق إصلاحات فورية. وندد الوزير المصري ردا على سؤال حول الاتصال الهاتفي الذي أجراه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء مع نظيره المصري اللواء عمر سليمان بالقول «عندما تتحدثون عن تغييرات فورية مع دولة كبرى مثل مصر تقيمون معها أفضل العلاقات، فإنكم تفرضون عليها إرادتكم». وقال أبو الغيط «نحن في صدد التغيير»، متحدثا عن محادثات بدأتها السلطة المصرية مع المتظاهرين الذين يتحدون الرئيس حسني مبارك منذ أكثر من أسبوعين. وفي سياق آخر، أكد وزير الثقافة المصري الجديد جابر عصفور أنه قدم استقالته من منصبه «لأسباب صحية». وقال مصدر مقرب من عصفور إن «نص الاستقالة تضمن عدة أسباب سيكشف عنها في وقت لاحق». وأكد المصدر أن جابر عصفور «لزم منزله وأنه أرسل بنص استقالته الى رئيس الوزراء أحمد شفيق». وكان عصفور تعرض لانتقادات شديدة من قبل مثقفين مصريين وعرب إثر قبوله منصب وزير الثقافة. ورأى هؤلاء أن قبوله هذا المنصب في وقت تشهد فيه انتفاضة من أجل الديموقراطية يتناقض مع تاريخه كمثقف مؤمن بالحرية. هذا ويواصل آلاف المتظاهرين المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك احتشادهم في ميدان التحرير في وسط القاهرة لليوم السادس عشر على التوالي، فيما أعلن مشاركون في التظاهرة استعدادهم للبقاء أسبوعين في الميدان لحين تحقيق مطالبهم. وبدأ المتظاهرون في الأسبوع الثالث للمظاهرات أكثر تصميما على خوض معركة طويلة ضد النظام، بعد أن حولوا ميدان التحرير إلى ما يشبه معسكر مؤقت، وينضم إليه مئات آلاف يوميا وينام بعضهم في خيم نصبوها وسط الميدان. إلى ذلك، ذكرت تقارير إخبارية ألمانية ذكرت الثلاثاء أن نقاشات تجري على مستويات رفيعة في برلين بعرض تأمين رحيل «لائق» لمبارك عن مصر. منها إعلان استقبال الرئيس المصري في أحد المستشفيات الألمانية للخضوع لفحوصات طبية.