بعد إذن (ساهر) والحامين حماه .. والمدافعين ليل نهار عنه! أود اليوم استعمال ضوئه المبهر وأقول .. ماذا لو كان هذا (الساهر) جزاه الله خير الجزاء يمد نشاطه إلى أبعد من حركة المرور! .. فيرصد لنا حركة الحياة. إن ما يجري بنا ومن حولنا يستدعي التعاون على وجه السرعة مع نظام (ساهر) عله يسهر على راحتنا، ويكشف لنا العلل قبل أن يصبح الأمر جللا تصعب السيطرة عليه! إذا تحول إلى انفجار جراء الصبر وطول الانتظار!! ف«جدة» الغالية صبرت ثم غرقت ثم صبرت ثم غرقت ثم نالت ما تمنت .. بعد غرقين!! وأكثر! يعني كان لازم تغرق .. وتغرق حتى تصح وتتعافى!! وبعد كل الحديث الذي دار عنها في الأيام الماضيات! وبعد كل الفزعات والهبات والمعونات والميزانيات! أخشى ما أخشاه أن يرفع بعض أبناء المدن الأخرى الواقفة على البر والبحر في نواحينا أكف الضراعة يبتهلون إلى الله عز وجل (اللهم أمطرنا مثل مطر جدة .. وأغرقنا بالسيل والطين، واجعل الأفئدة تأوي إلينا والأنظار تتعلق بنا .. وهب لنا من لدنك يا رحمن يا رحيم محنة في ظهر رحمة علنا نرى بعد الكرب فرجا وبعد الصبر نصرا .. وبعد الشدة رخاء .. واجعلنا من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) يطلبون الشدائد لما فيها من منافع!! وبالطبع هذا يتنافى مع ثقافة بعض الدعاة لدينا فلا يزال اعتقادهم أن المحن والشدائد والمصائب إنما هي عقوبة وعقاب سائد بين الناس! وأنها لا تحل على امرئ في الدنيا إلا عقابا له وردعا لأمثاله العصاة البغاة الطغاة الفاجرين الفاسقين!! لذا أشاعوا أن ما أصاب جدة العزيزة من الغرق إنما هو نتيجة للذنوب والمعاصي .. وكأنهم يتحدثون عن مدن لايعرفها غيرهم .. ويحسبون أنهم خير أمة أخرجت للناس وغيرهم ليسوا مثلهم لذا هم في نعيم وغيرهم يصلى الجحيم .. وما هذا الاعتقاد السفيه غير اجتراء على الله جل وعلا .. يقرر في طياته لمن العقاب ولمن الثواب!! لكنها «جدة» لا تزال واقفة بين خذلان المحبين وطعنات المتربصين! وليطفح الطافحون صديد ظنونهم فكل إناء بما فيه ينضح!! وأعود إلى ما للشدائد من جوائز! وهذا يختلف تماما عن التقاعس في القيام بالواجب في حينه قبل وقوع الكارثة! ويختلف عن التهاون وعن الفساد وعن الاختلاس وعن كل الموجعات المعطلة لحياة الناس والمفسدة في الأرض! لكنها الثقافة العربية السائدة للأسف ليس فقط محليا .. تنص هذه الثقافة على منهج اغرق أولا حتى ننقذك وليس الأصل فيها تعلم فن العوم قبل السباحة! وتعال نعلمك السباحة قبل أن تدخل البحر!! يعيش العرب هذه الثقافة المؤجلة التي تؤجل القيام بالواجب حتى يأتيها المصاب الأليم الذي ليس منه فرار حينئذ تجيش الجيوش ويصبح الصعب سهلا ويتحقق المطلوب! انظروا حولكم في الشوارع العربية البارزة التي تحولت إلى ساحات صراع الديكة وكأنها صارت حلبات مصارعة «الديوك» .. كل ديك ينفش ريشه ويبدأ في الصياح .. وتمتلئ الساحة وتغص بالصياح والنهش والتطاول والتجاوز .. مثل الديوك! .. يتصايحون (صاح الديك فوق السور كوكو بان النور)!! ولم يظهر النور إلا بعد سنوات طويلة من الظلام الكثيف!! فهل كان ينبغي أن يسود الظلام كي يصيح الديك إيذانا بطلوع الفجر؟ إنها العادة العربية تؤجل عمل اليوم إلى الغد لذا ظلت وراء الركب ولا تتقدمه! والمعضلة أن عملية التنمية والبناء لا تتم بالتساوي بين كل المناطق لذا بعض المناطق تعيش الحياة أفضل من غيرها ومتى يكون التوزيع عادلا يكون الرخاء شاملا!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة