أراد القدر أن تتحول رحلة سياحية لإحدى العائلات السعودية على كورنيش محافظة جدة إلى فاجعة كبيرة وحزن عميق، بعد فقدانهم ابنتهم «17عاماً»، بعد نزولها إلى عرض البحر بقصد السباحة، وفي منطقة مكتوب على شاطئها «ممنوع السباحة»، تفاجأ أفراد الأسرة بمياه البحر وهي تسحب الفتاة وتغيّبها عن أنظارهم وعن الوجود كافة. وأكد مصدر مسؤول في إدارة حرس الحدود ل«الحياة» أن الفتاة غرقت في منطقة تصب فيها مياه الصرف الصحي، مشيراً إلى أن هذه المشكلة تسببت في تأخير معرفة مكان الفتاة إلى الآن. وأوضح المصدر أن فرق الإنقاذ توجهت على الفور إلى الموقع للبحث عن الجثة. كما أنها استعانت بكاميرات حساسة تعمل تحت الماء، واستعدت بغواصين وغواصات وزوارق بحرية للبحث عن الفتاة المختفية عن الأنظار. ولاتزال الجهود تبذل للعثور على هذه الفتاة. وبنبرة حزن وآسى بالغتين، تحدّث والد الطفلة علي الصعب إلى «الحياة»، وقال «تسلمت ابنتي شهادة نجاحها، وأصرت صباح أمس على الذهاب إلى البحر، والاستمتاع بفترة الإجازة والخروج من جو الاختبارات طوال الأسبوعين الماضيين، ولكن القدر لم يمهلها ذلك». وأضاف: «لاتزال تلك اللحظة عالقة في ذهني حتى الآن، خصوصاً عندما طلبت مني أن ألتقط لها بعض الصور وهي تلعب بالمياه، ولم أفاجأ إلا بسقوطها، وتعالت أصوات صراخها»، وقال «أصبحت تصرخ بأعلى صوتها «بابا أنقذني»، ولم أكن أتمالك نفسي، وتمنيت لو لم أرضخ لمطالبها بالذهاب إلى البحر، وعلى الفور أبلغت الجهات المعنية، لإنقاذ ابنتي التي رأيتها تغرق أمام عيناي وأمام أمها وإخوانها». يشار إلى أن ارتفاع نسبة حالات الغرق في كورنيش جدة خلال الأيام الماضية سجل تزايداً مستمراً، وعزا بعض الاختصاصيين أسباب ذلك إلى عدم الوعي الكافي لدى بعض المصطافين والمتنزهين بخطورة بعض الأماكن، خصوصاً تلك التي تنصب أمامها لوحات تحذيرية تمنع النزول إلى المياه والسباحة بداخلها.