تتجه الأنظار اليوم إلى ثلاث مواجهات ودية بين عمالقة الكرة العالمية وتجمع ألمانيا مع إيطاليا في دورتموند، وفرنسا مع البرازيل في باريس، والأرجنتين مع البرتغال في جنيف، فيما تسعى إسبانيا بطلة العالم إلى استعادة توازنها عندما تستقبل كولومبيا في مدريد. سيستعيد ملعب «سيغنال إيدونا بارك» في دورتموند ذكريات مونديال 2006 عندما تتواجه ألمانيا مع غريمتها إيطاليا في إعادة لنصف نهائي العرس الكروي العالمي عندما خرج «الأزوري» فائزا بهدفين نظيفين سجلهما في الوقت الإضافي عبر فابيو غروسو وزميله في يوفنتوس حاليا إليساندرو دل بييرو. ومن المؤكد أن المنتخب الألماني سيسعى إلى تحقيق ثأره من غريمه الأوروبي عندما يواجهه للمرة الأولى منذ مونديال 2006، وهو قادر على تحقيق مبتغاه نظرا للمستوى الذي ظهر به خلال نهائيات جنوب أفريقيا 2010 حيث وصل إلى نصف النهائي بأصغر تشكيلة في تاريخ «مانشافت» منذ 1934، في حين أن «الأزوري» ودع النهائيات من الباب الصغير وتنازل عن اللقب الذي توج به قبل أربعة أعوام على حساب فرنسا، بخروجه من الدور الأول. ويسعى المنتخب الإيطالي بقيادة مدربه الجديد تشيزاري برانديلي إلى إعادة بناء صفوفه والاعتماد على العناصر الشابة على غرار نظيره الألماني، واستدعي إلى التشكيلة بشكل مفاجئ لاعب وسط إنتر ميلان البرازيلي تياغو موتا الذي حصل على الجنسية الإيطالية وسيلعب إلى جانب زميليه في «نيراتزوري» جامباولو باتزيني وأندريا رانوكيا. كما يعود إلى تشكيلة إيطاليا حارس يوفنتوس جانلويجي بوفون بعد شفائه من الإصابة التي تعرض لها في المباراة الأولى لبلاده في جنوب أفريقيا 2010 والتي أبعدته عن فريقه والمنتخب منذ حينها. في الجهة المقابلة، لم يستدع مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف صانع ألعاب باير ليفركوزن ميكايل بالاك إلى التشكيلة التي ضمت جميع نجوم مونديال 2010. وكان من المتوقع أن يكون بالاك (98 مباراة دولية) ضمن التشكيلة بعد عودته إلى الملاعب مع فريقه ليفركوزن الذي افتقد خدماته لمدة أربعة أشهر بسبب الإصابة. ويبدو انه على بالاك الانتظار حتى أبريل المقبل ليسجل عودة محتملة إلى التشكيلة التي غاب عنها منذ شباط 2010، ما يعني أنه لن يشارك في مباراة 25 مارس المقبل أمام كازاخستان في تصفيات كأس أوروبا، وفي مباراة أستراليا الودية في 29 منه. واستدعى لوف خمسة لاعبين من بوروسيا دورتموند متصدر الدوري المحلي وهم ماريو غوتسه وماتس هاملز وكيفن غروسكروتس ومارسيل شميلتسر، إضافة إلى الوافد الجديد إلى التشكيلة سفين بندنر. ويتفوق المنتخب الإيطالي من ناحية المواجهات المباشرة مع غريمه الألماني بشكل واضح، إذ تغلب عليه في 14 مناسبة سابقا، مقابل 7 انتصارات للمانشافت و8 تعادلات. ويتحضر المنتخب الإيطالي لمواصلة مشواره في التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا 2012 حيث يحل ضيفا على سلوفينيا في 25 الشهر المقبل ضمن منافسات المجموعة الثالثة التي يتصدرها بفارق ثلاث نقاط عن مضيفه. أما المنتخب الألماني فهو خرج فائزا من المباريات الأربع التي خاضها في التصفيات ما جعله في وضع مريح ضمن المجموعة الأولى لأنه يتصدر بفارق 4 نقاط عن نظيره النمساوي الثاني. ولن تكون «النكهة المونديالية» غائبة عن ستاد فرنسا الدولي أيضا لأنه سيعيد المنتخب الفرنسي وضيفه البرازيلي في الذاكرة إلى نهائي مونديال 1998 عندما توج «الديوك» باللقب للمرة الأولى والوحيدة في تاريخهم بفوزهم على «سيليساو» 3 - صفر. لكن شتان ما بين 1998 واليوم لأن المنتخب الفرنسي يسعى جاهدا إلى نسيان ذكرى مشاركته المونديالية الأخيرة في جنوب أفريقيا حيث ودع من الدور الأول بطريقة مذلة ليس فقط على صعيد النتائج بل بسبب المشاكل التي عصفت بمعسكره ما تسبب بطرد نيكولا أنيلكا ومن ثم امتناع اللاعبين عن التمارين.. لكن منتخب «الديوك» طوى هذه الصفحة السوداء من تاريخه بقيادة مدربه الجديد لوران بلان الذي عانى في بادئ الأمر من آثار مونديال جنوب أفريقيا فسقط في الاختبار الرسمي الأول في تصفيات كأس أوروبا 2012 أمام بيلاروسيا في ستاد فرنسا الدولي، إلا أن الوضع تحسن تدريجيا ونجح قائد كتيبة 1998 في قيادة منتخبه إلى الفوز في جميع مبارياته وبينها اللقاء الودي مع إنجلترا (2-1) في ويمبلي. ويتصدر المنتخب الفرنسي حاليا مجموعته في التصفيات بفارق نقطة عن بيلاروسيا الثانية، وهو يخوض اختباره المقبل في 25 مارس أمام مضيفه اللوكسمبورغي قبل أن يلتقي كرواتيا وديا في 29 منها على ستاد فرنسا الدولي. وأعرب بلان عن ارتياحه لوضع منتخبه الحالي بعد مرور ستة أشهر على تعيينه، وهو قال في تصريح لموقع الاتحاد الدولي إن فريقه مستعد لمواجهة العملاق البرازيلي، مضيفا «كل ما علينا القيام به هو خوض المباراة بكل عزيمة. بالنسبة لي، البرازيل هي معقل كرة القدم، إنها بلد يزخر بالمواهب منذ عشرات السنين. كما أن فرصة مواجهة هذا المنتخب تعد نادرة جدا بالنسبة لنا، فنحن لا نلعب ضده سوى في إطار مباراة ودية، أو ضمن منافسات كأس العالم. ولا شك أن اللاعبين يدركون أهمية هذه الفرصة الفريدة». وقارن بلان مواجهة إنجلترا والبرازيل قائلا «إن فلسفة البرازيليين تعتمد على احتكار الكرة، وهي ميزة نصبو نحن كذلك إلى ترسيخها لدى لاعبينا. سيكون من المهم أن نرى مدى قدرتنا على تحقيق ذلك، وهل باستطاعتنا خلق المتاعب لهم. بالطبع، لن يكون الأمر سهلا، لكن الرائع في كرة القدم أن كل شيء ممكن». وتحدث بلان عن مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة قائلا بأنه «أفضل هداف فرنسي على المستوى الدولي. إن كريم يتمتع بالعديد من الميزات، لكنه لم يستطع حتى الآن إطلاق العنان لكل مؤهلاته. سيكون علي وعلى طاقمي الفني أن نفعل ما يلزم كي نساعده على تقديم أداء افضل وأن يظهر كل إمكاناته». وتحدث بلان عن ما يعنيه له شخصيا أن يواجه البرازيل على ستاد فرنسا الدولي في إعادة نهائي مونديال 1998 الذي غاب عنه بسبب الإيقاف، قائلا: «تلك الموقعة تبقى ذكرى عزيزة لأن الأمر كان يتعلق بنهائي كأس العالم، وخاصة بفوز منتخب فرنسا. إن كرة القدم رياضة جماعية، وأهم ما في الأمر هو تمكن المجموعة من تحقيق النصر سواء بمشاركة أو غياب هذا اللاعب أو ذاك». في المقابل، يسعى مدرب المنتخب البرازيلي مانو مينيزيس إلى التعويض ومصالحة جماهير ال «سيليساو» بعد أن شاهدوا منتخبهم يسقط أمام غريمه وجاره الأرجنتيني صفر- 1 في 17 نوفمبر الماضي في الدوحة. وكانت تلك الهزيمة الأولى للمنتخب بقيادة مينيزيس منذ أن استلم الأخير منصبه خلفا لكارلوس دونغا بعد الخروج من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا على يد هولندا. واختار مينيزيس للمباراة حارس إنتر ميلان الإيطالي جوليو سيزار بعد تعافيه من الإصابة، كما ضم ثنائي هجوم ميلان الإيطالي ألكسندر باتو وروبينيو، فيما استبعد صانع ألعاب ريال مدريد كاكا. وستكون مباراة غد المواجهة الأولى بين فرنسا والبرازيل منذ ربع نهائي مونديال ألمانيا 2006 عندما فاز «الديوك» حينها 1 - صفر في طريقهم إلى المباراة النهائية، ويتفوق منتخب «سيليساو» من حيث المواجهات المباشرة بفارق طفيف (5 انتصارات مقابل أربع هزائم و4 تعادلات). وفي جنيف، يتواجه المنتخب الأرجنتيني مع نظيره البرتغالي في موقعة تجمع بين نجمي برشلونة ليونيل ميسي وريال مدريد كريستيانو رونالدو. وستكون هذه المواجهة الأولى بين المنتخبين منذ 29 يونيو 1972 عندما فازت البرتغال 3-1 في ريو دي جانيرو البرازيلية، محققة حينها فوزها الوحيد على منتخب «التانغو»، مقابل أربع هزائم وتعادل. وعلى ملعب «سانتياغو برنابيو» في مدريد، يبحث المنتخب الإسباني بطل العالم وأوروبا عن استعادة توازنه على حساب ضيفه الكولومبي بعد أن مني في مباراتيه الوديتين الأخيرتين بهزيمتين ثقيلتين على يد الأرجنتين (1-4) ثم البرتغال (صفر- 4). ويغيب عن تشكيلة المدرب فيسنتي دل بوسكي قائد برشلونة كارليس بويول وصانع ألعاب أرسنال الإنجليزي شيسك فابريغاس، إضافة إلى لاعب وسط أتلتيك بلباو خافيير مارتينيز ومهاجم فالنسيا خوان ماتا بسبب مشاركتهما مع منتخب دون 21 عاما. لكن جناح أشبيلية خيسوس نافاس عاد إلى التشكيلة بعد أن ابتعد عنها بسبب الإصابة. ويتصدر المنتخب الإسباني مجموعته في التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا 2012 وهو يواجه تشيكيا في مباراته المقبلة في أوائل مارس المقبل.