باستناده إلى وثائق غارقة في التفصيل، يشرح كتاب الرق في أمريكا كيف أعاد المتنفذون نتاج العبودية في التاريخ الأمريكي بعد إلغائها رسميا من الدستور الأمريكي. يشرح المؤلف الأمريكي دوغلاس بلاكمون الذي من هو أصول أفريقية عمق مادة كتابه وذلك من خلال اختياره للوهلة الأولى عنوانا صارخا له. هذا العنوان هو «الرق تحت اسم آخر»، ومن خلال الكتاب ينسج المؤلف بالتفصيل فيما لا يقل عن خمسمائة صفحة مجريات استعباد الأمريكيين من أصل أفريقي عبر مرحلة تاريخية تمتد من الحرب الأهلية إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. يسلط المؤلف الضوء على أكثر الفصول خزيا في التاريخ الأمريكي، حيث ساعدت الحرب الأهلية على ازدهار عبودية جديدة Neoslavery داخل المجتمع الأمريكي وما تلى ذلك لاحقا هو أن هذه العبودية واصلت ازدهارها حتى وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. يقول المؤلف لقد ازدهرت العبودية الجديدة ما بين هاتين الفترتين بصيغ متفاوتة لعقود طويلة من الزمان. استخدم المؤلف دوغلاس بلاكمون سجلات هائلة من الوثائق الأصلية والقصص الشخصية التي عثر عليها، إذ تكشف تلك القصص بأسانيد صحيحة كيف ساهمت الشركات الأمريكية المتوافرة وقتئذ في ترويج وتفعيل الرق الجديد قسريا، كما يكشف الكتاب من نواح أخرى كيف فقد أمريكيون من ذوي أصول أفريقية ذويهم ممن اعتقدوا أنهم كانوا يسافرون إلى فضاء الحرية الأمريكية عقب إعلان تحرير العبيد. ذات يوم من مارس عام 2009 كتب ناقد أمريكي اسمه ديزارد ويلسون، نعم هكذا كتب الناقد، موضحا أن المؤلف دوغلاس بلاكمون ترأس مكتب اتلانتا لصحيفة وول ستريت جورنال. وقد اهتبل فرصة بحجم الإفادة فجمع السجلات من مصادرها الأولية عبر الكونفدرالية السابقة، وتقدم لاحقا بعد دراسة مستفيضة لوثائق أخفاها منتفعون ومتنفذون كيف أن الأمريكيين البيض في جنوبالولاياتالمتحدة تمكنوا من إعادة نتاج أنظمة العبودية الجديدة بعد عام 1870 إلى آخر عام بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، هنا فقط ومن خلال مرحلة تاريخية تقع ما بين عامي 1870 و 1945 يروي المؤلف من خلال نمط سردي عالي الكفاءة معاناة الآلاف ممن خطفوا ولاحقا قتلوا أيضا وبهذا الصدد يعتبر النقاد كتاب الرق الجديد هو بمثابة صوت للضحايا من وراء قبورهم. يصف المؤلف النسيج الأمريكي عن تلك المرحلة وهو يقول صراحة أنه بموجب قوانين سنت خصيصا لتخويف السود، فقد جرى اعتقال عشرات الآلاف من الأمريكيين الأفارقة بصورة تعسفية، مع فرض غرامات من خلال مقايضات تصل إلى فعل الفاحشة، ناهيك عن كون متنفذين بيض باعوا السجناء كعمالة سخرة لمناجم الفحم والخشب والمخيمات ومصانع الطوب والسكك الحديدية والمحاجر والمزارع الزراعية، وأن عددا من المتنفذين البيض يعملون في السجون قد استثمروا المساجين الأفارقة، فقد تم تأجيرهم إلى ملاك أراض، مؤكدا بطي كتابه حول الرق الجديد أن معتقلين سود أجبروا من خلال الضرب والتعذيب الجسدي للقيام بهذه المناقصة من سادتهم البيض لعقود طويلة من الزمان بعد إلغاء الرق رسميا في أمريكا. لقد كانوا مصدر ثراء لكثير من الشركات اشترت عرقهم بأثمان بخسة جدا. - Slavery by Another Name: The Re-Enslavement of Black Americans from the Civil War to World War II Douglas A. Blackmon