رغم التوتر الحاصل في البلاد، الذي يفترض أن تزول فيه مفاهيم الروتين والبيروقراطية، إلا أنها ازدادت مع سخونة الأزمة. وتحتم على المواطنين السعوديين عدم المرور من بوابة صالة مطار القاهرة رقم 1 إلا بعد دفع جنيهات معدودة لأفراد أمن المطار التابع لوزارة الداخلية، حيث استغل الأمن ظرف إجلاء عشرات الآلاف من السعوديين في سحب جوازات سفرهم وابتزازهم وديا بدفع مبالغ مالية، عندها يعاد الجواز لصاحبه ويفسح المجال لدخوله دون تفتيش، مهما علت أصوات أجهزة إنذار كشف المواد المعدنية. ووقفت «عكاظ» عند مكتب مبيعات التذاكر التابع للخطوط السعودية، حيث يتزاحم السعوديون والإماراتيون في زقاق ضيق يفيض إلى شباك مبيعات الخطوط السعودية وطيران الاتحاد، ورصدت تكدس المواطنين الراغبين في شراء التذاكر، دون الرغبة في الالتزام بخطة الإجلاء التي فرضتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة، إلا أن وقع جواب موظفي المكتب كان كالصاعقة عليهم، عندما أجابوا «الإنترنت عطلان»، وبادروا بإيجاد حل غير جذري يكمن في توجيه الراغبين في السفر بالاتصال بذويهم في المملكة، ليتولى ذووهم مهمات إجراءات الحجز، ومن ثم تزويد المكتب برقم الحجز، لإصدار بطاقة صعود الطائرة يدويا، فيما شرعت الخطوط لفتح مسارات طيران جديدة من القاهرة تهبط مباشرة إلى المدينةالمنورةوالدمام وأبها. وروى ل «عكاظ» المواطن أحمد برناوي (من جدة) قصة معاناته من أجل السفر، حيث تردد لمدة ثلاثة أيام منذ يوم السبت إلى المطار من أجل إيجاد فرصة للسفر؛ كونه قدم للقاهرة عبر خطوط مصر للطيران، وألح على شراء تذكرة، إلا أن مطالبه لم تجد نفعا أمام ضغط الرحلات المغادرة إلى المملكة. ويضيف الطالب المبتعث طيب طه (من مكةالمكرمة): تحملت عناء الانتظار لساعات حتى وصلت لشباك مكتب مبيعات التذاكر، لأفاجأ في نهاية المطاف بوجود عطل فني في شبكة الإنترنت، وتوجيهي بالحجز من خلال أحد أقاربي في المملكة، فأتصلت بأخي، حيث لا زلت في انتظار تزويدي برقم الحجز، كي تصدر لي بطاقة صعود الطائرة. ويعلق مطلق عبدالله الشبعاني (من الدمام) على حاله، بأنه واقع في مأزق وحيرة «فبعد أن أعلن المكتب توقف الشبكة عن بيع التذاكر، وعجزي عن إيجاد من يقوم بمهمات الحجز في المملكة، وجهوني بالانتظار في الصالة لحين وصول مندوب السفارة، ولا زلت في انتظاره منذ ست ساعات.