أجلت سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة البارحة الأولى جميع المواطنين من كل محافظات ومدن مصر إلى فندق الماريوت، الذي يعد الأبعد عن وسط مدينة القاهرة على الطريق الدائري، ضمانا لعدم حدوث أية احتكاكات أمنية مع المتظاهرين. وبدأت عمليات الإجلاء منذ ظهر أول أمس، بشكل تدريجي، بدءا من العاصمة القاهرة، فالمحافظات والمدن الأخرى، حيث تلقت السفارة سيلا من اتصالات الأسر السعودية والطلاب المبتعثين هناك، ووجهتهم إلى المغادرة سريعا نحو فندق الماريوت، فيما أجرت الملحقية الثقافية تنسيقا مع شركات النقل، لنقل الطلاب بواسطة حافلات غير تابعة للسفارة السعودية. وتكدست مئات الأسر السعودية والطلاب المبتعثون عند البوابة الداخلية للفندق، وفي البهو، انتظارا لموعد مغادرتهم إلى المطار ومن ثم ترتيب سفرهم هناك إلى مدينتي الرياضوجدة فقط. وأبدى بعض المواطنين امتعاضهم من بطء إجراءات المغادرة وتسيير عمليات الإجلاء، حيث روى ل«عكاظ» الطالب المبتعث إلى جامعة السادس من أكتوبر عمار عبدالله الجهني قصة الإجلاء، فيقول «تم إجلائي أنا وزوجتي من مدينة السادس من أكتوبر عند السادسة مساء أول أمس السبت، وجرى نقلنا عبر حافلات نادي الطلبة إلى فندق الماريوت، ولم نمنح غرفة للنوم إلا بعد الواحدة ليلا، وما زلنا في انتظار موعد السفر إلى المملكة». وأفاد المبتعث من جامعة الملك خالد في أبها إلى كلية الطلب في جامعة القاهرة الدكتور حمد أحمد عسيري «حضرت للفندق منذ الرابعة عصرا، وسجلت جواز سفري لدى المعنيين بأمر مغادرتنا ثلاث مرات، ووعدوني بداية أنهم سيهيئوا مغادرتي عند الساعة 12 ليلا، ولم يتم ذلك، ثم قطعوا وعدا آخر معي عند الساعة السادسة صباحا، واعتذروا عن ذلك بحجة حظر التجول، ومع كل هذه الوعود لم تسنح الفرصة لي بالمغادرة». فيما أشار الطالب المبتعث عبدالعزيز عبدالرحمن الفتة (من الطائف) إلى أنه لجأ هو وزملاؤه للنوم في أرضية بهو الفندق، بحجة عدم توفر غرف للنوم، وأن الأولوية للنساء والأسر، وقال «نمنا على الأرض بدون مخدات ولا مفارش». ويأمل المواطن رجاء عواد الجهني الذي يرافق والده في رحلة علاجية، إلى الإسراع في إجراءات المغادرة، خاصة مع عدم توفر غرف للنوم، فيما يروي عمه عواد الجهني قصة مجيئهم إلى القاهرة، بأنهم تخوفوا من السفر نتيجة بداية نشوء حركات التظاهرات الشعبية، لكن موعد شقيقه مع الطبيب أجبره على السفر يوم الأربعاء. إلى ذلك التف عشرات المواطنين على طاولة يجلس فيها مدير مكتب السفير محمد نصير، داخل قاعة أفراح توت عنخ آمون الثانية، وهو مع فريق عمل يؤدون دورهم في فرز الأسماء حسب وجهة الرحلات بين الرياضوجدة، حيث يتلقى شكاوى المواطنين من تأخر موعد مغادرتهم وعدم إسكانهم، لتواجهه «عكاظ» بهذه الانتقادات، إلا أنه اعتذر عن الإجابة كون طبيعة العمل وكثافة المهام لا تتيح له فرصة للتصريح لوسائل الإعلام.