انعكست الأوضاع التي تشهدها مصر سلبا على قطاع غزة، الذي تعتبر مصر الرئة الاقتصادية والحدود الوحيدة لسفر المواطنين الغزيين، والمرجع السياسي للوضع الفلسطيني، وقد شوهدت منذ غروب أمس طوابير طويلة من المواطنين والسيارات على محطات الوقود بالقطاع ليتمكنوا من تعبئة وتخزين كميات كبيرة من الوقود خوفاً من أزمة قادمة جراء الأحداث الدائرة في مصر، خشية من توقف التهريب عبر الأنفاق، حيث تعتبر الأنفاق المتنفس لتعويض نقص الوقود جراء الحصار المفروض من الاحتلال، ولكن الإشاعات التي أطلقها العديد من المواطنين عن تأثير الأحداث الجارية في مصر على المواد والبضائع المدخلة من الأنفاق خلق حالة من القلق والإرباك في صفوف المواطنين. ويقول المواطنون إن القطاع مقبل على أزمة اقتصادية كبيرة، جراء قلة إدخال البضائع للقطاع من الأنفاق، وتخوفهم من نقص السلعة الأكثر استخدماً وهي الوقود في المستخدمة في تشغيل مولدات الكهرباء في ظل نقص التيار الكهربائي، الذي يقطع يوميا عن مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الوقود وبعض المواد التموينية. كما شوهد إقبال المواطنين على شراء وتخزين المواد التموينية، وخاصة مواد الدقيق والأرز والسكر، وغيرها من المواد، حيث أن المواد التموينية والغذائية التي تستورد من إسرائيل غير كافية. وفي محاولة لتهدئة المواطنين، أكدت وزارة الاقتصاد الوطني في غزة، على توفر جميع أنواع المواد الغذائية بأنواعها، والوقود بأنواعه في قطاع غزة، بكميات تكفي حاجة المواطنين. ودعت الوزارة المواطنين إلى عدم القلق لتوفر هذه الاحتياجات في القطاع، مشددة على أنها تتابع الوضع الميداني مع الجهات ذات الاختصاص بدقة. وحذر مسؤول في وزارة الاقتصاد من تلاعب التجار بالأسعار، مشيراً إلى أنه سيتم تحويل أي تاجر يحاول الاستغلال للقانون. وأبدى الكثير من المواطنين، وخصوصاً من الذين كانوا يستعدون للسفر عبر معبر رفح، خشيتهم من أن تؤثر الأحداث الجارية على حركة التنقل عبر معبر رفح أو على رحلاتهم الجوية من مطار القاهرة. وعبر أحد الطلاب في الخارج عن تخوفه الشديد من إغلاق معبر رفح أو توقف الرحلات الجوية من مطار القاهرة، خصوصا وأن لديه حجز طيران نهاية الأسبوع الجاري، للسفر إلى ماليزيا، ولكنه يخشى أن تضيع علي فرصة الدراسة هناك. ونشرت الحكومة المقالة في غزة، وحركة حماس، قوات كبيرة من قوات الأمن والشرطة على حدود قطاع غزة الجنوبية مع مصر، خشية أن يتم اقتحام الحدود المصرية، مثلما حدث ذلك في مرات سابقة، عندما تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى صحراء سيناء، بعد تدمير السياج الأمني على الحدود المصرية.