كان لدينا شك كبير تجاه الكثير من التصاريح من قبل بعض المسؤولين، صحيح إنه في كل أنحاء العالم قد يجد بعض المسؤولين نفسه «فاضيا» وبلا «شغل ولا مشغلة» فيطلق تصريحا لا عقلانيا ليستحوذ على بعض الأضواء التي ذهبت عنه، ومرض الأضواء لا علاج له أبدا مما يجبر بعض المسؤولين لاصطحاب الصحفيين والمصورين لينشروا أخبار جولته التفتيشية المفاجئة ليثبت لولي الأمر أنه «مسؤول جيد»، ما حدث لمدينة جدة الحبيبة من كوارث ودمار نتيجة السيول لأنها أبتليت ببعض المسؤولين من هذا النوع. قبل شهر تقريبا من كتابة هذا الأسطر خرج علينا أمين جدة بتصريح لا تعرف له تفسيرا مثل أولئك الذين يظهرون خلف الضيوف في اللقاءات التلفزيونية، تشعر أن أبوراس لا يعرف رأسا ولا ذيلا لعواقب تصريحه الناري، فهو يقول قبل شهر تماما إنه يتمنى نزول المطر على مدينة جدة ليكسر الناس حاجز الخوف، شعرنا وقتها أن «الأمين» ألقى على قلوبنا لباس الأمان والطمأنينة وشعرنا بحرصه على جميع السعوديين، فمسؤول بحجم «الأمين» لم يكن بحاجة لتصريح بلا راس كهذا التصريح اللا منطقي، لأن الحقيقة أنه أتى المطر ولم ينكسر حاجز الخوف بل انكسرت قلوبنا وزاد خوفنا ورعبنا كلما عرفنا أن هناك غيوما متجهة لسماء جدة، ما الذي يحد أبوراس أن يطلق تصريحا كان يعرف هو أكثر من غيره أن هذا التصريح لم يكن سوى ذر رماد في العيون وطريقة اعتدناها من بعض المسؤولين لكسب الوقت للاستمتاع بدفء الكرسي، أتى المطر يا سعادة الأمين، وسقطت المصداقية مع أول قطرة مطر، تطمين الناس وتخديرهم بهذه القوة هو الذي خدعهم وجعلهم يغامرون في الخروج من بيوتهم إلى مدارسهم وأعمالهم وقت المطر لأنهم لم يتصوروا ولو في أحلامهم أن الذي حصل من كوارث سيتكرر بشكل أقسى وأمر، كانوا يتوقعون أن التطمينات الصحفية التي كان يطلقها أبوراس وزملاؤه هي تصاريح حقيقية، لأن حجم الكارثة وخطورتها لا تحتمل التصاريح الاستعراضية التي قد تذهب ضحيتها أرواح كثيرة!. [email protected]