سجلت منطقة جازان ارتفاعا في عدد حالات الانتحار ومن مختلف الأعمار والجنسيات في عام 1431ه، إلا أنها لم تصل إلى حد الظاهرة، فقد بلغ عددها 14 حالة انتحار، منها عشر للذكور وأربع للإناث، بينما بلغت محاولات الانتحار 21 حالة كان نصيب الذكور منها ستا والبقية للنساء. ففيما عزا البعض الانتحار لضعف الوازع الديني، أرجع عدد من الأخصائيين أسبابه للأمراض النفسية، وأكد الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة النقيب عبد الله بن معيض القرني، أن أغلب حالات الانتحار سببها أمراض واضطرابات نفسية. أما أحمد حقوي، الأخصائي النفسي في مستشفى صبيا العام، فقد أرجع أهم دوافع الانتحار لضعف الوازع الديني، ثم التفكك الأسري، الخلافات العائلية، العنف المنزلي، الانجراف في طريق المخدرات والرذيلة، الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب والفراغ. ويضيف الحقوي، «العيادة النفسية في المستشفى لديها مقياس للكشف عن المرضى الذين قد تكون لديهم هواجس أو مخاوف قد تدفعهم إلى التفكير في الانتحار»، ولفت إلى أن الرجال أكثر الفئات إقبالا على الانتحار من النساء، بسبب وضع المرأة التي تكون عادة محاطة بالكنف الأسري، وتخشى نظرة المجتمع في حالة تفكيرها في الانتحار.وكانت آخر حالات الانتحار لستيني أحرق نفسه بدلا من الشنق، وفي منتصف رمضان الماضي قرر شاب لم يتجاوز 30 سنة إنهاء حياته، فعلق نفسه بحبل في سقف منزله في قرية ديحمة، لتتفاجأ به زوجته التي أرادت تبادل الحديث معه بعد إحضارها للشاي له، وبعد ثلاثة أشهر من هذه الحادثة قرر مقيم هندي إنهاء حياته بنفس الطريقة بعد أن علق نفسه في سقف غرفته في محافظة المسارحة، إثر تلقيه مكالمة هاتفية من أهله، لتبقى غرفته شاهدا على ما فعل، وقبل أن يمضي شهر على انتحار الهندي، دفع الخوف من عقاب الوالدين حدثا لم يتجاوز عمره 13 سنة، للانتحار، حيث دخل غرفته وطبق ما يشاهده في الأفلام، وربط عنقه بسلسلة ليكتب نهاية طفولته، الأم لم تتحمل مشهد ابنها متدليا من السقف لتصرخ بأعلى صوتها.