ما كدنا نوشك أن ننتهي من صداع المقارنات العبثية بين ماجد عبدالله وسامي الجابر، التي أشغلونا بها لسنوات طويلة، حتى انتقلوا إلى مقارنات بين ماجد وياسر القحطاني، كم سجل هذا للمنتخب؟ وكم سجل ذاك؟ وماذا جلب هذا من انتصارات؟ وماذا حقق ذاك؟ وأين سجل هذا وأين أضاع ذاك؟ وهكذا تمضي المقارنات التي إن قبلناها من بعض المشجعين في الاستراحات، والمنتديات، فإننا لا يمكن إلا أن نستهجنها عندما يتورط فيها بعض كتاب الأعمدة الصحفية، الذين يفترض بهم (خصوصا في هذه المرحلة) أن يرتقوا بعيدا عن هذا الطرح الساذج الذي يشتت انتباه الجمهور السعودي عن مناقشة القضايا الرياضية الحقيقية، مرات أشك أن الأمر مقصود، وأن الهدف الحقيقي من وراء مثل هذه المقارنات هو إشغال الجمهور، وصرف أنظارهم عن قضايانا الرياضية المهمة، ولكن عندما أدقق النظر في الأسماء التي تتورط في مثل هذه المقارنات أكتشف أنها أقل من أن تفكر بهذه الطريقة. لذا أقول كفى تسطيحا لوعي الشارع الرياضي. مد لسانك على قد دعمك من المفارقات التي تستحق التأمل في مشهدنا الرياضي، هي أن الداعمين الحقيقيين من بين أعضاء شرف الأندية عازفون عن الظهور الإعلامي، فيما يتهافت أعضاء الشرف الذين لا يقدمون سوى الفتات أو القروض على وسائل الإعلام، وأكثر من يعاني من هذه المشكلة هو نادي النصر، الذي ترك رئيسه الأمير فيصل بن تركي خلال الأيام الماضية يقاتل من أجل تسديد الديون والاستحقاقات المالية المتراكمة على النادي، ولم نسمع أو نقرأ أن أحد الشرفيين من هواة الظهور الإعلامي تقدم بدعم حقيقي ومؤثر لمعالجة هذه المشكلة، ولهذا أقترح على إدارة النصر أن تضع لافتة عند مدخل قاعة أعضاء الشرف مكتوب عليها: (مد لسانك على قد دعمك). هوامير الدوري رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي ورئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد وسلفه الأمير محمد بن فيصل وقبلهم رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي ورئيس نادي الشباب خالد البلطان المتهمون الرئيسيون برفع سعر اللاعب السعودي إلى أرقام خيالية، أثبتت الأيام أن أكثرهم، إن لم نقل كلهم، لا يستحقون نصف ما دفع لهم من أموال، وهؤلاء الرؤساء يقولون إن نظام الاحتراف، هو من فرض علينا أن ندفع كل هذه الأموال، وإننا ما كنا ندفع الملايين لو كان بوسعنا أن ندفع أقل، وهذا صحيح، لكن الصحيح أيضا أن التنافس المحموم فيما بينهم لشراء عقود بعض اللاعبين كان سببا مؤثرا في رفع سقف مطالب بعض اللاعبين، وإذا كان هوامير الدوري عاجزين عن حل هذه المشكلة التي صنعوها بأيديهم، فهل يجيء الحل من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهل يسمح نظام الاحتراف بوضع سقف محدد لعقود اللاعبين؟ وهل يحترم الهوامير مثل هذا السقف فيما لو وضع؟ أم أن الدفع من تحت الطاولة سيبقي المشكلة ضمن قائمة مشكلاتنا الرياضية المزمنة المستعصية على الحل؟