يقولون إن المنتخب السعودي تعمد خسارة مبارياته الثلاث في الدور الأول من بطولة آسيا المقامة حاليا في الدوحة وضحى بكأس البطولة بهدف التعتيم على خططه الاستراتيجية طويلة المدى الرامية إلى المنافسة على كأس العالم 2014م، هكذا يقولون. كما يقولون إن إجازة نصف العام لهذة السنة ستكون لمدة عام كامل. ويقولون أيضا إن انفلونزا الجراد قتلت سبعة أشخاص في مناطق متفرقة. عزيزي القارئ .. لاتصدق هذه الأخبار فهي ليست سوى شائعات من نسج الخيال، لاينقصها سوى البيئة المناسبة، حتى تتحول لدى البعض حقيقة مطلقة لا تقبل الجدال، رغم اتساع فلكها وتغير أحداثها وفقا لمقتضى الحال يوما بعد آخر. فتحية ناصر تقول «في السابق لطالما ارتبط انتشار الشائعات بالمجتمع النسائي، وهذا رأي جانبه الصواب كثيرا، ففي رأيي أن الأمر ينطبق تماما على المجتمع الرجالي، خاصة في زماننا الحاضر». أما فارسة عبدالحق فترى أن انتشار الشائعات عائد إلى الأفراد وهم في النهاية وحدة تركيب المجتمعات، وبقدر مايكون انتشارها يكون ضعف ثقة أولئك الأفراد بأنفسهم، مما يجعلهم يختلقون الأخبار ويروجونها لتحقيق غاية تعزز من هذة الثقة الناقصة لديهم. خالد الحربي ومازن خليفة اتفقا على أن وسائل الإعلام الرسمية هي المسؤولة عن الحد من انتشار الشائعات، بتقصيها الحقائق وتوعية المجتمع للحد من آثارها السلبية التي قد تصل في بعض الأحيان إلى حد الخطورة والإضرار بالأفراد في بعض الحالات التي ينساق وراءها البسطاء من الناس. نجوى فرج أخصائية توعية صحية في مستشفى قوى الأمن قالت «تنتشر الشائعات في كافة المجتمعات، وأن تفاوتت حدة انتشارها من مجتمع إلى آخر، وفي مجتمعنا بصفة خاصة أصبحت «ظاهرة» غالبا ما تتغير بتغير المواسم، ولدينا الكثير من الأمثلة كسوق الأسهم والعطلات المدرسية، علما أنها أصبحت تشغل حيزا كبيرا في حياتنا العامة، وهذا يدل على وجود ضغوط نفسية واجتماعية ومادية تشدنا للاستماع إلى تلك الشائعات سواء كانت إيجابية أو سلبية، وإن كان معظمها يبث في قلوب الناس اليأس والاكتئاب». وأضافت «مجتمعنا بالذات لم يكن يركن إليها في أوقات مضت، أما الآن فالجميع يفكر في المستقبل بطريقة مادية بحتة، وهذا يؤثر سلبا على المجتمع بالكامل، وعلينا أن نضع في اعتبارنا أن كلمة إشاعة دليل على عدم مصداقية الخبر أو معظم مايدور حوله». الأخصائي النفسي في مستشفى الملك خالد أحمد حلول قال «كثرت الشائعات في الآونة الأخيرة بشكل لافت للانتباه، وهي لا تستثني جانبا من الحياة، أو أمرا من الأمور، بل تطال كافة المجالات، حتى لدى الأطفال الصغار، أصبحت هناك شائعات تتناول اهتماماتهم، مثل شائعات تأجيل الدراسة لأسباب متنوعة، وأحيانا كثيرة يوقن المرء أن تلك الشائعات لا تنطلق بصورة عشوائية، بل هي صناعة مقننة ومنظمة ولها خبراؤها وأوقاتها المناسبة».