لم يحل تطبيق نظام البصمة دون تواصل هروب العمالة المنزلية من سائق وخادمة، فلم يزل مسلسل الهروب مستمرا بعد أن أدرك الهاربون أن بإمكانهم إيجاد مأوى ينطلقون منه إلى ممارسة أعمال نظيفة أو قذرة مثل الخدمة لدى أسر مستعدة لدفع ضعف ما يدفعه الكفيل شهريا للخادمة أو السائق، في الوقت الذي يقوم فيه الكفيل بتسجيل بلاغ هروب تمهيدا للحصول على تأشيرة جديدة لاستقدام بديل بتكاليف تصل إلى عشرة آلاف ريال للسائق الواحد أو الخادمة الواحدة، إضافة إلى التعب والانتظار ثم قد تتكرر عملية الهروب مرة بعد مرة، وكل ما استطاع نظام البصمة فعله هو أن العمالة المنزلية الهاربة إذا ما وقعت في قبضة رجال الجوازات خلال وجودها وعملها في مدن ومحافظات وأرياف بلادنا أو عند محاولتها المغادرة إلى وطنها، فإن البصمة تكشف وتفضح تلك العاملة الهاربة فيما لو حاولت ادعاء أنها من بقايا العمرة أو الحج، ولكن ما هي الإجراءات التي يمكن بها إعادة ما خسره كفيل العمالة الهاربة، وكيف السبيل لقطع دابر الهروب من جذوره لأنه لا شيء يوحي بوجود إجراءات للتعويض أو القضاء على المشكلة من أساسها ولذلك ظلت قائمة حتى تاريخ كتابة هذه السطور! أما القول بأن العمالة المنزلة التي يكتشف هروبها سوف ترحل وتمنع من دخول المملكة لمدة خمس سنوات فإن هذه العمالة سوف تدبر أمرها وتعمل خلال فترة المنع في دول خليجية أخرى وتقطع جزءا من المدة في وطنها، ثم قد تعود مرة أخرى إلى بلادنا وبراءة الأطفال في عينيها، لتبدأ فصلا جديدا من فصول مسلسل الهروب فيما يخسر المواطنون مئات الملايين سنويا بسبب هذه العملية، ولذلك أصبح نظام البصمة بالنسبة لعملية هروب العمالة المنزلية ذا نفع محدود جدا وليس كما قيل عن كونه سوف يقضي على عملية الهروب لأن الواقع يؤكد أن ذلك لم يحصل!، ولعل الحل الجزئي يكون في تطبيق نظام تأمين على العمالة يعوض الكفيل عن خسارته من جراء ذلك الهروب، أما الحل الكامل فهو أن تكون جهات الاختصاص قادرة على وضع يدها على مواقع إيواء العمالة المنزلية الهاربة وشدة معاقبة المؤوين والآوين ومنع الهارب أو الهاربة من دخول المملكة بقصد العمل أبد الدهر! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة