هذه قصة عن أسطورة (ويمبلدون) لاعب التنس الأمريكي الشهير (أرثر أش) الذي ولد في فرجينيا عام 1943م، كان شاهقا كالشمس، حصد مجدا لم يحصده لاعب تنس في حياته، وملأ الكون ضجيجا ودويا.. كان شابا كالربيع مزهرا وكالصباح مشرقا وكالشعاع ضاحكا، خدم في الجيش الأمريكي وخاض جهادا ضاريا ضد العنصرية وحقوق الإنسان في حرب طويلة انتهت في أكثر من مرة بإيداعه السجن.. وقعت في غرامه المصورة الأمريكية العالمية (جينا موتسامي) تلك المرأة التي كان وجهها يبرق في الصبح كالراية، وثغرها يتحول لنافورة ياقوت عندما تبتسم، وبادلها (أرثر) حبا كالذي تريده وأكثر.. كان يجوب معها شوارع نيويورك حيث أقاما كقطار من البهجة، كانت كأس فرحة وقطع النشوة المثلجة له.. وتبنى طفلة أسماها باسم والدته. وفجأة لبِس النور شعارا أسود حيث ذات صباح شاهق الضوء، هادئ السمت، شعر بوخزات سريعة في صدره وارتفاع في درجة حرارته، ثم توالت الآلام وتصاعدت، أصبح الألم يزحف ثقيلا، غثيثا كأن صدره مبطن بالشوك.. في هذه اللحظة نقل إلى المستشفى ومن ثم إلى غرفة العمليات حيث مضى في نوم عميق صحا منه في الخامسة صباحا على زيارة الجراح ليكشف عن صدره ويفحص الجرح الطولي النحيل ويصغي إلى قبله وليقيس ضغطه ويدون بعض الملاحظات.. كانت تلك العملية الأولى لقلب (أرثر أش) لتتبعها عملية أخرى في عام 1983م، منذ ذلك الوقت تدهورت صحته، أصبح بطيئا مرتبكا، كأن جسمه ممسوس منكسر، كتفاه مرتخيتان وجسده يزداد نحولا.. في عام 1988م أطلعه أحد الأطباء أنه أصيب بمرض (الأيدز) نتيجة عملية نقل الدم إليه في عمليته الثانية.. انتابه حزن وأسى ثم ما لبث أن أخذ يتعامل مع المرض كحقيقة مفروغ منها وتستر على الخبر هو وزوجته حتى عام 1992م، رغم كل ذلك ظل إنسانا هادئا ناعما قادرا على التواصل مع خالقه، كان يدعو قبل أن يخلد إلى النوم قائلا «إلهي أنت طمأنينيتي في حيرتي وضياعي، وأنت ضوئي عندما تصبح الحياة دامسة.. لقد أضعت قاربي فأعدني إلى نهرك أنت تستطيع وأنا لا أستطيع» وتمر الأيام لتتناثر الأسئلة حوله من أتباع الضوء، وانتشر الهمس والكلام ليصل إلى نخاعه الشوكي ويجبره على الخروج من صمته.. أجاب بكبرياء الأبطال في إحدى المناسبات وبسلام مرتخيا «لقد تسربت دماء معكرة إلى جسدي.. حدث ذلك عندما كنت أمر بتجربة الغياب عن الوعي ممددا فوق منضدة العمليات عرفت ذلك لاحقا.. أكبرت في طبيبي قدرته على النطق بالخطأ إذا وقع، كان خطأ جسيما أعقبته تداعيات كثيرة حدثت في حياتي بعد تلك التجربة الأليمة.. غير أنني لم أكن أفكر كثيرا في ما سيقوله الناس، لم أخضع لهذا المنطق الذي طالما أفسد حياة الكثيرين.. ما يعنيني الآن هو أن تعرفوا أنني أقترب من الخطوط الفاصلة لا أكثر!!» أستقبل (أرثر أش) في بريده الأسبوع التالي رسالة تسأله صاحبتها «لماذا أنت أيه النبيل يختارك الله لتعاني من هذا المرض اللعين !!» أجاب (أرثر أش) في تعليقه على هذه الرسالة.. «في هذا العالم بدأ 500 مليون طفل ممارسة لعبة التنس؛ منهم 50 مليونا تعلموا قواعد لعبة التنس، من هؤلاء خمسة ملايين أصبحوا لاعبين محترفين، وصل 50 ألفا إلى محيط ملاعب المحترفين.. من هؤلاء وصل خمسة آلاف للمنافسة على البطولة (الجراند سلام) في فرنسا، من هؤلاء وصل 50 للمنافسة على بطولة (ويمبلدون) في بريطانيا ليفوز أربعة للوصول إلى دور ما قبل النهائي من الأربعة وصل اثنان إلى الدور النهائي .. وأخيرا فاز منافس واحد فقط وكنت أنا هذا الفائز بهذه المناسبة.. وعندما تسلمت كأس البطولة ورفعته فرحا لم أسال الله لماذا أنا؟؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 134 مسافة ثم الرسالة