تحول مهم وتأريخي حين تعترف جهة، بل وتقر أنها مخطئة، كل ما اعتدناه أن يواجه المجتمع بيانات النفي وردود الإنكار، وأن يواجه الإعلام اتهامات التجني والمبالغة والتقصد والترصد.. فجأة خرجت علينا جهة خدمية في غاية الأهمية، وذات تأريخ طويل في المواجهة مع الإعلام والمجتمع، ليس لتعترف أنها مقصرة ومخطئة فحسب، بل «متلاعبة»، ولذلك فهي تستحق شكرا خاصا رغم كل ماضيها.. ياما اشتكى الناس .. وياما نقلت الصحف شكاوى لا حصر لها عن مفارقات عجيبة في فواتير الكهرباء لا يوجد لها تفسير سوى التلاعب في قراءة العدادات، لكن شركة الكهرباء دأبت على نفي هذا الاحتمال نفيا قاطعا، واتهام الناس بالجهل بعلم قراءة العدادات الذي لا يجيده سوى خبرائها الذين لا يحسن بعضهم «فك الخط».. بعض المنازل المقفلة بسبب سفر قاطنيها تأتي فواتيرها بمبالغ أكبر من مبالغ الاستهلاك أثناء وجودهم في منازلهم. بعض المنازل تفاجأ دون أي سبب بأضعاف قيمة الاستهلاك السابق، ولا يوجد حل غير الدفع أو فصل التيار.. يوم أمس، ويوم أمس فقط جاءنا البيان العظيم والاعتراف الخطير لشركة الكهرباء في هذه الصحيفة بأنه ثبت لديها وجود حالات تلاعب في قراءة العدادات من قبل بعض موظفيها، وعرضت تسوية تتضمن تعويض المشتركين المتضررين، مع وعد بإحالة المتورطين إلى التحقيق.. شركة الكهرباء تعرف جيدا حجم الاستنزاف الذي تتعرض له جيوب المواطنين مقابل خدمتها المتواضعة والسيئة أغلب الأوقات، والصيف خير شاهد عليها.. الشركة تعرف أنها أجبرت بيوتا على التسول بفواتير الكهرباء الجائرة، وتعرف أنها قطعت التيار على منازل فيها المرضى والمقعدون والأطفال، وتعرف أنها تضع أي شكوى تعترض على فواتيرها في أكبر سلة للمهملات. الآن وبعد أن مارست أبشع أنواع التعسف أقرت بالتلاعب، والتلاعب أفدح من الخطأ والتقصير، ووعدت بالتسوية مع المتضررين.. التسوية يا سادة الكهرباء، يا سادة الظلام والتلاعب هي أن يعود كل ريال أخذتموه ظلما من كل مواطن .. والتسوية أن تمتلكوا قدرا من الشجاعة يجعل مجلس إدارتكم يقدم استقالته. والشجاعة أن نعرف من تواطأ على هذا التلاعب وتقديمه لمحاسبة عادلة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة