ما أقسى قهر الرجال، لا يطفئ لهيبه غير الموت، وعندما تجد الرجل يسلم روحه لملك الموت مختارا طائعا، فاعلم حينها أن الرجل قد بلغ أقصى درجات الاحتمال!! ولا شيء يقهر الإنسان أكثر من أن يقهر في لقمة عيشه وقوت عياله والكسوة التي تستر عورتهم والسقف الذي يوفر الظل والمأوى، فعندما لا يجد ما يسد به جوع أطفاله ويستر به عوراتهم ويقيهم به رياح الصيف والشتاء، فإنه يشعر بأنه وصل إلى نقطة العجز التي لا يصبح فيها للحياة طعم تطيب به أو أمل تستمر به، إنه الفقر مفتاح كل أبواب الضعف والهوان والانحدار إلى هاوية التنازلات في الكرامة والشرف والإنسانية!! كيف يمكن لإنسان لا يجد قوت عياله أن يعيش بسلام مع من ينثرون الآلاف على موائد الطعام المترفة أو اللذات العابرة أو الكماليات الفاخرة، إنه العيش في دوامة الأسئلة الحائرة ومعيار العدالة في توزيع الأرزاق، إنه لا يحتج على إرادة المولى في توزيع الأرزاق، ولكنه يحتج على تدخل العباد في توزيع فرص الحياة بشرف وكرامة، فعندما لا تتساوى الفرص يختل ميزان العدالة وتبرز غمامة الظلم السوداء لتحجب نور الشمس ويسود الظلام!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة