أوضح المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، أن الإسلام أدخل اللغة العربية إلى المغرب العربي، باعتبارها لغة القرآن الكريم ولغة الفاتحين الأوائل. وأشارالتويجري في محاضرة أدارها الملحق الثقافي السعودي في المغرب ناصر نافع البراق، ونظمها الصالون الثقافي السعودي في الرباط، إلى أن إقبال القبائل المغربية بالمفهوم الجغرافي الشامل الذي يمتد من برقة على الحدود الليبية المصرية، إلى المحيط الأطلسي، على تعلم اللغة العربية، عبارة عن نقلة حضارية نوعية أكدت امتزاج المغرب بالمشرق وأرست القواعد الراسخة بالروابط الحضارية بينهما وأصبحت اللغة العربية هي لغة العلم والتأليف وأداة التواصل بين شعوب المشرق والمغرب وبها ألفت أمهات الكتب وروائع الإبداع الفكري والأدبي.. التي تزخر بها اليوم مكتبات العالم أجمع. وأضاف التويجري في محاضرة «الروابط الثقافية والحضارية بين المشرق والمغرب» أن موضوع علاقة المشرق العربي بالغرب الإسلامي، موضوع كبير وواسع وممتد يستوعب كتبا ومجلدات كثيرة وليس فقط لقاء أو محاضرة قصيرة . وأفاد التويجري «إن موضوع علاقة الشرق بالغرب الإسلامي حساس، وله أهميته الكبرى والبالغة، خاصة في عصرنا الحاضر الذي تعالت فيه دعوات التفريق والتنصير ونشر بذور الفتنة والخلاف في أوساط الشعوب المسلمة لإضعاف الروابط التي تجمعها والجذور التي تشد بعضها لبعض». وزاد التويجري «هذا الموضوع من الممكن أن يندرج في إطار رسالة الأممالمتحدة لتقارب الثقافات الذي أعلنته منظمة اليونسكو، أو في صميم تعزيز الحوار بين الحضارات إذا ما أردنا أن نتوسع في مفهوم هذا الحوار». وأوضح المدير العام للإيسيسكو، أن الحديث عن الروابط يجعل الذهن ينصرف إلى الحديث عن القيم و المبادئ والمثل العليا التي تجمع بين المجتمعات الإنسانية سواء بين شعبين من الشعوب أو بين منطقتين جغرافيتين تعيش فيهما شعوب متعددة، مضيفا «ولما كانت الروابط الحضارية تستند إلى أصول راسخة وكليات جامعة دينية وثقافية ولغوية وتاريخية، فإن الروابط الحضارية بين المشرق والمغرب نسجتها العقيدة الإسلامية التي وحدت بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ورسختها في وجدان الشعوب بهاتين المنطقتين، منطقة المشرق بكل امتداداتها الواسعة التي تغطي القارة الآسيوية من غربها إلى وسطها وإلى جنوب شرقها، ومنطقة المغرب في مجاله الواسع الشاسع الذي يجمع أقطار شمال إفريقيا ويمتد إلى ما وراء نهر السنغال ونهر النيجر كما يمتد إلى بلاد الأندلس وإلى جزر البحر الأبيض المتوسط حيث كانت تزدهر الحضارة الإسلامية». وأبان التويجري أن وصول الحضارة الإسلامية إلى المنطقة الواسعة الممتدة التي تعرف اليوم بالغرب الإسلامي بداية للتحول العميق والكبير الذي أخرج شعوب هذه المنطقة من ظلمات الوثنية والفرقة والتخلف، إلى أنوار الإيمان والوحدة والمدنية. واسترسل التويجري «إن الإسلام هو الذي صنع تاريخ هذه المنطقة منذ 1400 سنة كما صنع تاريخ باقي أجزاء العالم الإسلامي»، مبينا أن الإسلام هو الذي وحد شعوب هذه المنطقة مع شعوب دول المشرق العربي فأصبحت أمة واحدة هي الأمة الإسلامية. وفضل التويجري عدم الحديث عما تناولته الكتابات الغربية في هذه القضية من أقاويل واستنتاجات مضللة لا أصل لها، وهي الأباطيل التي احتفى بها بعض الباحثين العرب المسلمين واستندوا إليها في تبنيهم للأطروحة الاستشراقية المغرضة التي لا يمكنها أن تصمد أمام البحث العلمي النزيه.