نظم "الصالون الثقافي" التابع للمركز الثقافي السعودي مؤخرا بالرباط، لقاء ثقافيا جمع نخبة من المثقفين والباحثين والأساتذة والمسؤولين العرب، قدم خلاله الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، محاضرة دارت محاورها حول موضوع (الروابط الثقافية والحضارية بين المشرق والمغرب)، مبرزاً أن هذا الموضوع من الممكن أن يندرج في إطار رسالة الأممالمتحدة لتقارب الثقافات الذي أعلنته منظمة اليونسكو، أو في صميم تعزيز الحوار بين الحضارات إذا ما تم التوسع في مفهوم هذا الحوار. وذكر الملحق الثقافي بالمغرب الأستاذ ناصر نافع البراق في افتتاحية الأمسية أن الملحقية الثقافية بالمغرب دأبت على بناء جسور من الود والحميمية بين الأشقاء في المملكة المغربية ومثقفي المملكة العربية السعودية، وتأتي هذه الخطوة الايجابية ضمن توجيهات وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ونائبه الدكتور علي العطية لتفعيل التواصل الحضاري والثقافي، والقفز على الحواجز التي يتوهمها البعض بين ثقافتي المشرق والمغرب، ولا تألو الملحقية الثقافية جهدا في ذلك. وفي كلمته اعتبر الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصارا ب"الإسيسكو"، أن موضوع علاقة المشرق العربي بالغرب الإسلامي، موضوع كبير وواسع وممتد يستوعب كتبا ومجلدات كثيرة وليس فقط لقاء أو محاضرة قصيرة، وأكد في هذا اللقاء الثقافي الذي أداره الملحق الثقافي بالمركز الثقافي السعودي، الدكتور ناصر البراق، أن هذا الموضوع الحساس له أهميته الكبرى والبالغة وبخاصة في عصرنا الحاضر الذي تعالت فيه دعوات التفريق والتنصير ونشر بذور الفتنة والخلاف في أوساط الشعوب المسلمة لإضعاف الروابط التي تجمعها وجذورها التي تشد بعضها البعض، مشيرا إلى أن هذا الموضوع من الممكن أن يندرج في إطار رسالة الأممالمتحدة لتقارب الثقافات الذي أعلنته منظمة اليونسكو، أو في صميم تعزيز الحوار بين الحضارات إذا ما أردنا أن نتوسع في مفهوم هذا الحوار. وتحدث التويجري عن مؤلفات العلامة محمد المختار ولد أباه، التي تناولت علاقة المشرق بالمغرب، ومنها "تاريخ النحو العربي بين المشرق والمغرب"، وتاريخ القراءات بين المشرق والمغرب" وتاريخ الحديث بين المشرق والمغرب"، عملت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة على نشرها، وقال إن في هذه الكتب رصد شامل ودقيق لجهود علماء الأمة عبر العصور في هذه المجالات القيمة ، كما تحدث عن مؤلف للدكتور محمد جابر الأنصاري، يحمل عنوان "التفاعل الثقافي بين المشرق والمغرب في آثار ابن سعيد المغربي"، يرصد فيه علاقات التفاعل الثقافي والفكري والترابط الحضاري الواسع بين المشرق والمغرب في القرن السابع الميلادي