يعمل عدد من الشباب في وظائف متواضعة يتراوح راتبها بين 1500 و2200 ريال، وآخرون على بند الأجور، فيما يسعى هؤلاء للحصول على التثبيت والاستقرار. هنا عدد من الموظفين الجدد والعاملين على بند الأجور في جدة، يجددون مناشدتهم للمسؤولين لرفع رواتبهم وإقرار ترسيمهم وتثبيتهم حتى يتسنى لهم بناء حياة أسرية مستقرة. 9 أعوام على بند التشغيل بداية يقول فهد علي الزهراني: أعمل كباحث زراعي منذ تسعة أعوام على بند التشغيل، ولم أحصل على الترسيم حتى الآن، رغم أنني أحمل درجة البكالوريوس في الزراعة، مضيفا أنه يعاني في غضون ذلك معاناة كبيرة، لا سيما في ظل غلاء الأسعار والإيجارات وصعوبة الأحوال المعيشية وتدني الرواتب والتي لا يستطيع من خلالها الوفاء بمتطلباته الأساسية، ما تسبب لهم في مشكلات أسرية واجتماعية، خاصة أنه وزملاءه محرومون من العلاوة السنوية، مشيرا إلى صدور أمر سام بتثبيت موظفي بند الأجور بقوله: استبشرنا خيرا بهذا القرار، غير أننا تفاجأنا بأن الأمر يخضع لقرارات الوزارة ولا ينفذ حرفيا، متطلعا لتنفيذه لما فيه استقرارهم واستقرار أسرهم، خاصة أنه متزوج ولديه بنتان يريد أن يشعر معهما بالأمان. فني مختبر بدون ترسيم ويصف ماهر الطويلعي معاناتهم مع بند التشغيل بأنها «مريرة» مضيفا لقد بحت أصواتنا، وننادي بالتثبيت مثل بقية زملائنا الذين جاءوا من بعدنا، غير أني أعمل كفني مختبر دون تثبيث، ومرتبي لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال، معللا أن ظروفه الصعبة هي التي تجبره على الاستمرار في العمل بهذا الراتب الذي لا يساوي شيئا في الوقت الراهن مقارنة بارتفاع تكاليف المعيشة، لاسيما أنه متزوج ويسكن بالإيجار. مكافأة مقطوعة وعلى الطرف الآخر من الموظفين الشباب الذين يعملون برواتب متدنية ، يقول عيد المرواني موظف في الأمانة : أعمل منذ ما يقارب العامين بمكافأة مقطوعة لاتتجاوز 2300 ريال بلا زيادة أو علاوة سنوية، ومعاناتي الحقيقية تتمثل في أنني أحيانا لا أستلم مكافأتي لشهرين، ما يوقعني في حرج كبير مع الدائنين: فمالك العقار يطالبني بالإيجار، وصاحب البقالة يريد تسديد ديونه فضلا عن مصاريفي الأخرى والتي بالكاد يفي بها الراتب. شهران بدون راتب مشاري حامد موظف استقبال في إحدى الشركات الخاصة يقول أعمل منذ ساعات الصباح حتى الخامسة مساء، وأكثر ما يزعجني تدني الراتب الذي أتقاضاه، فهو لا يتجاوز 2900 ريال شهريا، ومع ذلك نعاني في استلامه فشهر يكون متوفرا وأخرى بدون راتب وتلك عملية مزعجة، خاصة أنني حديث الزواج، فالعمل هو مصدري رزقي الوحيد وليس لدي أي دخل آخر، فكيف يتسنى تأمين مستقبل أبنائي وأنا بالكاد استطيع تغطية مصروفاتي، ما يتطلب وقفة صادقة من قبل الجهات المعنية لتقديم الأفضل لمستقبلنا كشباب. تنقلت في وظائف أحمد الصبياني موظف إداي في إحدى شركات المقاولات الخاصة في جدة يقول: لم استطع تكملة دراستي الجامعية لضيق اليد فدراسة الجامعة تحتاج لمصاريف كثيرة وجهد أكبر؛ لذلك تركتها، فاتجهت للعمل حتى استطيع أن أوفر من راتبي حتي أعود لتكملة دراستي الجامعية، ولكنني فوجئت بواقع الحياة العملية فمن الصعوبات التي واجهتها انتقالي من وظيفة لأخرى والسبب الرئيس وراء ذلك هو تدني الراتب من جهة ومماطلة بعض الشركات في صرفه لنا من جهة أخرى، إلى أن رسيت في شركة مقاولات وها أنا في بداية الطريق معهم إلى أن أجد الأفضل أو الاستمرار. أحلم بالتعيين ويقول صالح هزازي موظف على بند الأجور في الشؤون الصحية أعمل منذ ثلاثة أعوام في مستشفى الولادة في جدة ومن حينها أحلم بالتعيين في وظيفة مستقرة ودائمة، ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، فالشركة المتعاقدة مع المستشفى ألغت عقدي دون سابق إنذار ولدى مراجعتنا لهم ردوا علينا بأنه لا يوجد لديهم حل، فتقدمت بشكوى لمكتب العمل، فلم أجد الحل ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن أنا عاطل عن العمل. أطمح للوظيفة ولا يختلف خالد محمد الغامدي دبلوم أشعة كثيرا عن زميله السابق حيث يقول : صرفت على تطوير ذاتي حتى أحصل على وظيفة تناسب قدراتي، وعندما حصلت على وظيفة في الشؤون الصحية فرحت كثيرا، ولكن سرعان ماتلاشت هذه الفرحة فالراتب 1500 ريال بلا إجازات أو علاوات ولا حقوق ولا تأمين وحتى شهادة الخبرة ترفض المستشفى أن تمنحنا إياها، وأنا كأي شاب أطمح لوظيفة أسد بها حاجتي، فأنا أكبر أخوتي وأعول أسرة بكاملها.