أقدم جزيل الشكر والامتنان إلى نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لرعايته حفل وضع حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد. وإن هذا المشروع الكبير يعد أحد أهم المشاريع العملاقة التي تشهدها المملكة، وبالأخص منطقة مكةالمكرمة ليس فقط لحجمه الضخم، ولا لطاقته الاستيعابية التي ستواكب نمو الطلب المتزايد على الحركة الجوية عاما بعد عام، ولا لتصاميمه المعمارية التي ستضاهي أحدث المطارات العالمية، بل أيضا لما سيترتب على هذا المشروع من تعزيز لدور مطار الملك عبدالعزيز كمطار محوري ونقطة عبور بين الشرق والغرب ومساهمته المتميزة. وهذا المشروع جاء ليواكب استراتيجية تطوير وتنمية منطقة مكةالمكرمة التي تهدف إلى الارتقاء بإنسان المنطقة، ولذا فإن المطار الجديد يعد مكملا لمنظومة المشاريع التي يتم وسيتم تنفيذها، ووفقا لتلك الاستراتيجية فإن منطقة مكةالمكرمة ستشهد طفرة عمرانية ومشاريع حضارية كبيرة غير مسبوقة. ومن بين المشاريع ذات العلاقة بالطيران المدني التي ستحظى بها المنطقة، مشروع مطار الطائف الإقليمي الجديد، حيث تجري دراسة المخطط العام والتصاميم اللازمة لإنشاء مطار جديد بكامل بنيته التحتية في محافظة الطائف، كما يجري العمل حاليا على اختبار الموقع والتربة المناسبتين لإنشاء أول مطار اقتصادي في المملكة وستحظى به محافظة القنفذة، وهناك دراسة أولية أعدت من قبل القطاع الخاص لتحويل مدرسة الطيران في رابغ إلى جامعة متخصصة في علوم الطيران. وإن مشروع توسعة وإعادة تأهيل مجمع صالات الحج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الذي تم تنفيذه بأسلوب (BTO) وتم الانتهاء منه بالكامل، قادر حاليا على استيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج والمعتمرين خلال العشرين عاما المقبلة، وهو بمثابة مطار قائم بذاته، وأصبح قادرا على القيام بالدور الذي تتطلع إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى أن نمو قطاعات اقتصادية أخرى في المنطقة يتطلب توفر مطار دولي بميزات وخصائص تأخذ بمعطيات التكنولوجيا الحديثة وتضع في الاعتبار حجم ومتطلبات مشاريع تلك القطاعات. إننا نعول كثيرا على مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في أن يؤدي دورا مهما في دعم البنية الاقتصادية لمنطقة مكةالمكرمة بشكل عام ولمدينة جدة بشكل خاص، كما أننا نتطلع إلى مساهمة المطار الجديد في تحقيق أحد أهدافنا المتمثل في تحويل مدينة جدة إلى مدينة عصرية ذات خصائص تنافسية دولية قادرة على توفير نوعية عالية من الحياة الكريمة للمواطن والمقيم وتجربة سعيدة للزائر. إن أحد مرتكزات استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة يهدف إلى تحقيق الشراكة الجادة والفاعلة مع القطاع الخاص، ولذلك فإن ما يثلج الصدر أن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد سيوفر عددا كبيرا من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص، ولذلك فإنني أدعو رجال الأعمال وسيدات الأعمال للاستفادة من تلك الفرص والمساهمة بشكل إيجابي في تحقيق النجاحات المنشودة من هذا المطار الجديد. ولعل الأهم من ذلك ضرورة استيعاب الكوادر السعودية المتخصصة، فضلا عن توفير أكبر عدد ممكن من فرص العمل لأبناء الوطن في هذا المشروع، وإتاحة الفرصة لهم ليس فقط لكسب الرزق، بل أيضا لتنمية خبراتهم وقدراتهم وإمكاناتهم العملية والعلمية، ولذلك فإنني أدعو المسؤولين في القطاعين العام والخاص أن يضعوا هذا الهدف في الاعتبار. وإن مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد جاء ليؤكد على أن المملكة تشهد اليوم عصر تنمية وتطوير غير مسبوق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولولا دعمهما ورعايتهما للمشاريع التي نشهدها اليوم ما كان لأي منها ليتحقق.