شرف نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بعد عصر أمس حفل وضع حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد بجدة، وتدشين الشعار والموقع الإلكتروني للمطار، ولدى وصوله كان في استقباله أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، ومساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران المدني الأمير فهد بن عبدالله بن محمد، ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي، والمدير العام للمطار المهندس محمد أحمد عابد، ثم عزف السلام الملكي. وبعد أن أخذ نائب خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم أكد الأمير سلطان بن عبدالعزيز في كلمته أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد - هدية خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المواطنين وضيوف الرحمن، وسيمثل بإذن الله تعالى قيمة مضافة للنهضة الحضارية التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة في عهده الزاهر - حفظه الله -وسيكون مكملا لمنظومة المشاريع الضخمة التي يتم تنفيذها في كافة مناطق المملكة، وسيؤدي دورا حيويا في دعم البنية الاقتصادية، وتحقيق حياة أكثر تقدما للمواطن الذي هو محور التنمية وهدفها. وزاد الأمير سلطان بن عبدالعزيز « لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة متغيرات في مفهوم المطارات من حيث أهدافها ووظائفها وأساليب إدارتها وتشغيلها, وجاء المشروع الذي نضع حجر أساسه اليوم ليمكن مطار الملك عبدالعزيز الدولي من مواكبة تلك المتغيرات، وليتبوأ مكانته التي تليق به بين المطارات العالمية عامة والمطارات الإقليمية خاصة، ليصبح - بإذن الله تعالى - واجهة حضارية للمملكة. وأكد الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن إنجاز هذا المشروع الضخم على النحو المنشود يتطلب تضافر جهود جميع الجهات ذات العلاقة سواء كانت حكومية أو خاصة، «وأن يتعاون الجميع لإكمال هذا المشروع في المدة المحددة له؛ ليصبح أحد الصروح التنموية التي نعتز بها في وطننا الغالي، وأحد العلامات البارزة للنهضة الحضارية التي ينعم بها شعب المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله -والله نسأل أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة ديننا ومليكنا ووطننا». ومن جهته عبر أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز عن عظيم شكره وامتنانه لنائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبد العزيز لرعايته حفظه الله ورعاه حفل وضع حجر الأساس لمشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد «وقال إن هذا المشروع الكبير يعد أحد أهم المشاريع العملاقة التي تشهدها المملكة، وبخاصة منطقة مكةالمكرمة، ليس فقط لحجمه الضخم, ولا لطاقته الاستيعابية التي ستواكب نمو الطلب المتزايد على الحركة الجوية عاما بعد عام, ولا لتصاميمه المعمارية التي ستضاهي أحدث المطارات العالمية، بل أيضا لما سيترتب على هذا المشروع من تعزيز لدور مطار الملك عبد العزيز كمطار محوري ونقطة عبور بين الشرق والغرب، ومساهمته المتميزة، وبين أمير منطقة مكةالمكرمة أن المشروع جاء ليواكب استراتيجية تطوير وتنمية منطقة مكةالمكرمة التي تهدف إلى الارتقاء بإنسان المنطقة، ولذا فإن المطار الجديد يعد مكملا لمنظومة المشاريع التي يتم وسيتم تنفيذها, ووفقا لتلك الاستراتيجية فإن منطقة مكةالمكرمة ستشهد طفرة عمرانية ومشاريع حضارية كبيرة غير مسبوقة. وأوضح الأمير خالد الفيصل أن من بين المشاريع ذات العلاقة بالطيران المدني، التي ستحظى بها المنطقة مشروع مطار الطائف الإقليمي الجديد، حيث جارٍ دراسة المخطط العام والتصاميم اللازمة لإنشاء مطار جديد بكامل بنيته التحتية في محافظة الطائف، كما يجري العمل حاليا على اختبار الموقع والتربة المناسبتين لإنشاء أول مطار اقتصادي في المملكة، وستحظى به محافظة القنفذة، وهناك دراسة أولية أعدت من قبل القطاع الخاص لتحويل مدرسة الطيران القائمة حاليا في رابغ إلى جامعة متخصصة في علوم الطيران، وأضاف أن مشروع توسعة وإعادة تأهيل مجمع صالات الحج بمطار الملك عبد العزيز الدولي الذي تم تنفيذه بأسلوب «BTO»، وتم الانتهاء منه بالكامل، قادر حاليا على استيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج والمعتمرين خلال ال20 عاما المقبلة، وهو بمثابة مطار قائم بذاته، وأصبح قادرا على القيام بالدور الذي تتطلع إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة حجاج بيت الله الحرام, مشددا على أن نمو قطاعات اقتصادية أخرى في المنطقة يتطلب توافر مطار دولي بميزات وخصائص تأخذ بمعطيات التكنولوجيا الحديثة، وتضع في الاعتبار حجم ومتطلبات مشاريع تلك القطاعات. وأفاد الأمير خالد الفيصل بأننا نعول كثيرا على مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد في أن يؤدي دورا هاما في دعم البنية الاقتصادية لمنطقة مكةالمكرمة بشكل عام ولمدينة جدة بشكل خاص, كما أننا نتطلع إلى مساهمة المطار الجديد في تحقيق أحد أهدافنا المتمثل في تحويل مدينة جدة إلى مدينة عصرية ذات خصائص تنافسية دولية، قادرة على توفير نوعية عالية من الحياة الكريمة للمواطن والمقيم وتجربة سعيدة للزائر. واستطرد الأمير خالد الفيصل: إن أحد مرتكزات استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة يهدف إلى تحقيق الشراكة الجادة والفاعلة مع القطاع الخاص، «ولذلك فإن ما يثلج الصدر أن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد سيوفر عددا كبيرا من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص, ولذلك فإنني أدعو رجال الأعمال وكذلك سيدات الأعمال للاستفادة من تلك الفرص والمساهمة بشكل إيجابي في تحقيق النجاحات المنشودة من هذا المطار الجديد، ولعل الأهم من ذلك ضرورة استيعاب الكوادر السعودية المتخصصة، فضلا عن توفير أكبر عدد ممكن من فرص العمل لأبناء الوطن في هذا المشروع، وإتاحة الفرصة لهم ليس فقط لكسب الرزق بل أيضا لتنمية خبراتهم وقدراتهم وإمكاناتهم العملية والعلمية، ولذلك فإنني أدعو المسؤولين في القطاعين العام والخاص أن يضعوا هذا الهدف في الاعتبار». وأكد أمير منطقة مكةالمكرمة أن إنشاء وتنفيذ مشروع بهذا الحجم سيتطلب تعاون الكثير من الجهات خاصة الحكومية، «وكلي أمل أن يتعاون الجميع مع الهيئة العامة للطيران المدني ومع الشركات المنفذة؛ حتى يتم إنجاز المشروع, كما أن السنوات الثلاث المقبلة - مدة تنفيذ العقد - تتطلب الكثير من الجهد وعزم الرجال المخلصين من كافة الجهات المعنية بتنفيذ المشروع؛ لذا فإن الأنظار ستتجه إليكم والآمال ستعقد عليكم». من جانبه أوضح مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشئون الطيران المدني نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس اللجنة الإشرافية لمطار الملك عبدالعزيز الدولي الأمير فهد بن عبد الله، أن المطار الجديد يمثل نقلة نوعية في مفهوم المطارات بالمملكة، إذ تميزت تصاميم مرافقه بطابع معماري يضفي على المطار طابع الحضارة والثقافة الإسلامية, وعلى نحو يتفق مع بيئة المملكة, وسيتميز بكفاءة في الأداء ذات أوجه متعددة؛ حيث سيوفر للمسافرين المساحات والخدمات اللازمة لراحتهم وفق أعلى المعايير العالمية, «وسيعتبر مطارا جديدا ومتكاملا من حيث مكوناته ومرافقه وعناصره, كما سيلعب دورا رياديا في المنطقة بما سيتوافر له من إمكانات مثل: مركز لوسائل النقل المختلفة «طيران/ قطارات/ سيارات»، وروعي في تصميم المطار الجديد المرونة في التوسع, واستيعاب مراحل تطويريه مستقبلية, بهدف مواكبة نمو حجم الحركة الجوية المتوقعة». وحول مستقبل المطارات الدولية أكد أنه سيتم تحويلها إلى شركات، وتمهيدا لتحقيق هذا الهدف أصدر مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني قرارا قضى بتشكيل لجنة إشرافية لكل مطار دولي, بحيث يتم من خلال تلك اللجان الإعداد لهذا التحول الاستراتيجي الهام, وتعتبر تلك اللجان نواة لمجلس إدارة المطارات بعد تحويلها لشركات؛ حيث تعكف تلك اللجان في الوقت الراهن على إعداد ووضع الخطط الاستراتيجية لكل مطار, ومن ثم ستقوم بمتابعة التنفيذ والأداء. ثم ألقى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله بن نور رحيمي كلمة أكد فيها أن المطار سيصبح أحد المعالم البارزة لنهضة المملكة الحضارية، ومرآة تعكس بكل وضوح اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بقطاع الطيران المدني بشكل عام، وبمنظومة مطارات المملكة بشكل خاص. وأوضح أن أهداف المشروع لا تقتصر فقط على زيادة الطاقة الاستيعابية وتركيب أحدث الأنظمة، واستخدام أفضل التقنيات، وبناء مرافق متكاملة تعكس دور المطار؛ البوابة الرئيسة للحرمين الشريفين، وترضي تطلعات مرتاديه، بل تتعدى ذلك من حيث النموذج التشغيلي الذي سيعمل بموجبه لتسخير خدماته لراحة ومتطلبات جمهور المسافرين وشركات الطيران ومقدمي الخدمات المساندة، وتمكينه لكي يصبح مطارا محوريا يربط الشرق بالغرب