يبحث المشاركون في مؤتمر جدة للتغذية والسمنة، الذي تنطلق أنشطته اليوم، التحديات التي تواجه المجتمعات الخليجية وخصوصا المجتمع السعودي من انتشار السمنة وزيادة الوزن وما يترتب عليهما من مضاعفات. ويشكل هذا المؤتمر منعطفا صحيا هاما في وضع توصيات تساعد أفراد المجتمع من إنهاء معاناتهم مع السمنة وزيادة الوزن، وتعزز من دور القطاعات الصحية في تفعيل برامج التوعية التي تحث المجتمعات على كيفية الوقاية من السمنة وما ينتج عنها، والمحافظة على الأوزان التي تتفق مع أطوالهم، وتجنب كل العوامل المؤدية إلى زيادة الوزن وأهمها الوجبات السريعة وأطعمة الدهون وعدم ممارسة الرياضة وغير ذلك من المعطيات التي تؤكد أن «درهم وقاية خير من قنطار علاج». وتشير نتائج دراسة جديدة إلى أن البدانة ربما تقلل من فرص الرجل في أن يصبح أبا حتى وإن كان باستثناء ذلك يتمتع بصحة طيبة، حيث وجد الباحثون أنه من بين 87 رجلا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 19 و48 عاما كان هؤلاء البدناء أقل احتمالا لأن يصبحوا آباء، والأكثر أهمية أنهم أظهروا اختلافات هرمونية تشير إلى قدرة إنجابية محدودة كما أشار الباحثون إلى ذلك في دورية الخصوبة والعقم. وبالمقارنة مع نظرائهم الأقل بدانة، فالرجال البدناء لديهم مستويات التستوستيرون أقل في الدم وكذلك مستويات أقل من الهرمون اللوتيني والهرمون منبه الجريب (اف اس اتش) وكلاهما مهم للإنجاب. ورأى الباحثون أنه كلما زادت بدانة الرجل كلما كانت مستويات الهرمون اللوتيني والهرمون المنبه للجريب (اف اس اتش) أقل، كما أن زيادة البدانة ترتبط بزيادة مستويات الأستروجين، وأن زيادة الدهون في الجسم ربما تزيد من تحول التستوستيرون إلى أستروجين في دم الرجل، ومثل هذا التغير الهرموني يمكن في المقابل أن يبث بإشارة إلى المخ لكبح إنتاج الهرمون اللوتيني والهرمون منبه الجريب (اف اس اتش). وربطت دراسات سابقة بين البدانة وتراجع الرغبة بممارسة الحياة الزوجية وزيادة مخاطر ضعف الانتصاب كما يشير الباحثون، وهذه الآثار إلى جانب التغيرات الهرمونية التي ترى في هذه الدراسة يمكن أن تعمل معا على تراجع الخصوبة لدى الرجال البدناء. أخيرا .. يتفق الجميع معي بأن أكلنا أصبح للأسف غير صحي مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة ومطابخ المندي والمضغوط والحنيذ والكوزي، كما أن انشغالنا اليومي لا يمهلنا الوقت في ممارسة الرياضة أو استنشاق الهواء النقي، كل هذه العوامل بلاشك ساهمت في انتشار السمنة، والحل الوحيد في معالجة هذه المشكلة يبدأ من خلال الإرادة القوية والعزيمة الجادة عند كل فرد يصرخ «وزني زاد يادكتور» أو كل سمين يبحث عن طرق في أن يصبح رشيقا يمشي مثل الآخرين ويطير مثل الفراشة.