التلفزيونات العربية فقط تحتفي بالمرأة على طريقتها الاستهلاكية!! من الإعلانات إلى البرامج المسماة نسائية.. وبأسماء نسائية! فما أكثر البرامج التي تقدمها مجموعة نساء في التلفزيونات العربية خاصة الخليجية! ورغم ذلك أحوال المرأة فيها لا تتغير!! إلا إذا كان دخول النساء المعارك الانتخابية وخروجهن منها بشر هزيمة يعد تقدما للمرأة العربية!! وإذا كانت البرامج التلفزيونية النسائية قد ظهرت وزادت وانتشرت بقوة التقليد والمحاكاة، كل قناة فضائية تقلد الأخرى، فإن ذلك لا يعني أن المرأة العربية تعيش أزهى عصورها! بل كل اللواتي يظهرن على الشاشة يمثلن أنفسهن! وظلت المرأة العربية الحقيقية بأفكارها وطموحاتها ومشاكلها وهمومها بعيدة كل البعد عن الكاميرات وعن البرامج النسائية المصورة في القنوات المسماة عربية!! وظلت المرأة الصامدة المغلوبة قهرا ووجعا وفقرا بعيدة أيضا كل البعد عن ثرثرة التجمعات النسائية التلفزيونية المنقولة عبر بث القناة الفضائية! فكل اللواتي نشاهدهن «أحيانا» هن «دائما» على الشاشة في أحسن حال وأجمل صورة.. وأبهى حلة!! دائما يرتدين أفخر الأزياء ويتزين بأجمل الاكسسوارات وبعضها من الألماس الثمين! بل ويتفوقن على الفنانات في الزي المزركش والشعر المنفش والوجه المنفخ.. وكذلك لا يبالين بالصدر المفتوح والكتف المخلوع القماش عنه! يعني مذيعة التلفزيون «وجه جميل» وفستان ثمين وما عدا ذلك هن من النادر.. والنادر لا حكم له!! وهناك في البلاد العربية الممتدة أوجاع، حيث توجد امرأة مسكينة تبحث عن لقمتها في وضح النهار.. ولا تلبس غير الهدمة البالية المستهلكة، لا توجد كاميرات ولا جلسات ولا مذيعات.. ولا من هن يتحدثن نيابة عنها!! يعني التلفزيون العربي أحادي النظر لا يرى غير المرأة العربية المصنوعة كقالب الحلوى.. ولا يرى الأخرى المقهورة على هامش الحياة! وبالتالي صار التلفزيون العربي في اتجاه مجامل.. والمرأة العربية الحقيقية في الاتجاه المعاكس! وفي اعتقادي الشخصي أن التلفزيون العربي ينظر للمرأة كمشروع استثماري يحقق الأرباح! لذا هو ليس شريكا في التنمية البشرية، إنما هو مستهلك يريد استغلال الموارد البشرية النسائية لدغدغة المشاهدين وجذب أنظارهم وتوسيع دائرة جمهوره العزيز! فهو لا يسير بالمرأة إلى أهداف نبيلة تحفظ بقاء النوع بعيدا عن عيون المتطفلين! والعجيب أن البرامج النسائية تزيد عددا وعدة!! خد عندك: نواعم، جلسة نسائية، حكمة نساء... وهلم جرا، ولا يوجد في المقابل برامج رجالية لها نفس الطابع ونفس الأسلوب!.. وكأن الرجل غير موجود في العالم العربي أو ليس له حقوق ولا مشاكل ولا هموم!!... وزاد الطين بلة بظهور برامج لها أسماء نسائية وكأن المرأة فقط لها اسم... نشوى زهرة أميرة.. ولا وجود في المقابل أيضا لمثل هذا الترف النسائي عند الرجال! فهل يعني هذا أن التلفزيون العربي «أنثوي» معدوم الهرمونات الذكورية؟ أم أن الرجال «أعقل» وأسمى من هذا الاستهلاك المشين؟ أو المراد إثبات أن «الثرثرة» أصلها النساء فقط!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة