كأية مدينة في الدنيا كبيرة وتتوسع وتضم بين جنباتها ألوانا بشرية من كل أصقاع العالم، تصحو جدة كل يوم على جريمة، إن لم تكن قتلا فهي سطو أو سرقة، ليست عروس البحر الأحمر فحسب، فواقع الحال ينسحب على مدن المملكة خصوصا الكبيرة منها. ما إن تضع شرطة جدة يدها على مجرم، حتى يخرج آخر يطل بوجه الشر القبيح، لم يتعب رجال الأمن رغم تعبنا من سماع الأخبار المدمية للقلب والمزعجة للنفس، يوميا يبث المجرمون أفكارهم وممارساتهم السامة لتلويث هذه المدينة. وللحق يجب أن نسجل احتراما لرجال الأمن في شرطتي جدة والرياض خصوصا وباقي مناطق المملكة عموما، وفقا لما نسمعه ونتحسسه من احترافية في التعاطي مع الجرائم والقبض على المجرمين. حديث الإحصاءات يعجبنا إلا في الجرائم، ووفقا لآخر الإحصاءات الصادرة عن هيئة التحقيق والادعاء العام، أكدت أنها حققت في 83350 قضية على مستوى المملكة، وكشفت الحصيلة عن 15540 قضية اعتداء على النفس، 27888 قضية في العرض والأخلاق، 21395 قضية مخدرات ومؤثرات عقلية، و3014 قضية مالية، وقضايا أخرى. الأرقام مفجعة وهي جرس إنذار حقيقي، لم يعد الحديث عن أن هذه الممارسات غريبة على مجتمعنا، هي حقا غريبة، ولكن يجب أن نتجاوز ذلك إلى مرحلة أخرى وهي وضع حلول حقيقية من الداخل للإسهام في تخفيف هذه المشكلة المتفاقمة، ليس بالاعتماد على جهاز الشرطة فحسب، بل بالتحرك المجتمعي، بداية بتثقيف الأسرة أمنيا وأخذ الاحتياطات التي تمنع وقوع جرائم، ثم كيفية التعامل مع أية حادثة قد ترصدها. كما أقترح استخدام التوجه الاجتماعي نحو التطوع لتفعيل مكافحة الجريمة، بتقديم جرعات توعوية عصرية من جهة، وتنمية الحس الأمني لدى المتطوعين وكيفية تفعيل دورهم كي يمتلكوا خبرات في التعرف على أية ممارسة إجرامية، وتزويد رجال الأمن بالمعلومات حفاظا على أمن المجتمع. إن من أكبر المشكلات الأمنية اليوم في وجهة نظري هي التصرفات الأنانية والخوف من التورط في حال إبلاغ السلطات عن أية ممارسة إجرامية، في ظل حاجتنا إلى قرب جهاز الشرطة منا، وتعريفنا بسياساته في التعاطي مع البلاغات والمبلغين وكيفية حفظ سرية البلاغ والمبلغ. إننا في أمس الحاجة اليوم للتعاضد وتكوين تكتل شعبي في وجه الجريمة، حفاظا على وطننا وأعراضنا وأنفسنا وممتلكاتنا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة