قالوا: إنه (الوفاء) بعينه، فعلى مر تاريخ الفن والفنانين لم يمر وفاء ك (وفاء) النحات والفنان الفرنسي أوغيست رودان المولود في باريس، في 12 من نوفمبر عام 1840، الفنان الفرنسي الأكثر شهرة ونحاتا، والبارز في جيله والذي بدأ الرسم عندما كان عمره 9 سنوات، واشتهر بمنحوتاته التي صنعها من الطين، والرخام والبرونز. - أوغيست رودان كان يحب نحت تماثيل للأشخاص الذين يريد أن يشكرهم، فالنحت وسيلته العظمى لرد الجميل لأقربائه وأصدقائه، ويحرص في كل مرة أن يقابل شخصاً أو يتعرف عليه أن يجسد انطباعه وشعوره في منحوتاته التي يصنعها تارة من البرونز، وتارة أخرى من الرخام، وفاءً للحظات السعيدة التي قضاها برفقتهم. ولأن أوغيست كان مولعاً بالقراءة فقد ساهمت قراءاته المتعددة في خلق أفكار كثيرة ونحت لعدة وجوه شهيرة أمثال: الكاتب الفرنسي الكبير فيكتور هوجو، والكاتب الفرنسي أونوريه دي بلزاك، والنحات الفرنسي جان أكلسندر فالجيير، وذلك وفاءً منه لما قدموه من خدمات جلية للثقافة والفنون. - ( فكر).. لأوغيست رودان حينما نحتت الفنانة كاميل كلود لأوغيست رودان عام 1888 وقد أعجب أوغيست به كثيراً، وعندما أحب أن يكافئها قدم لها منحوتة «فكر» الذي نحته عام 1888 لكاميل وهي تضع قبعة كانت العرائس يرتدينها في شمال فرنسا، ولم يكتف أوغيست بهذا الشيء بل طلب من كاميل أن تساعده في عمله، وكانت تقف أمامه كموديل أيضاً، حيث كان لدى أوغيست 50 مساعداً، يقومون بالنحت اعتماداً على النماذج الطينية التي يصنعها هو، فقد كان يصنع أعمالاً فنية لآخرين في النهار، ويعمل على منحوتاته الخاصة في المساء. وفي عام 1864 عندما كان في الرابع والعشرين التقى أوغيست ب (روز بوريه)، وكانت روز تعمل موديلاً له، وقد ساعدته طوال حياته، وأنجبت له طفلاً، أسمياه أوغيست عام 1866. - منحوتة لأوغيست رودان.. ويعتبر «المفكر» من أشهر المنحوتات لأوغيست والذي نحته للشاعر الإيطالي دانتي في عام 1880، عندما طُلب من أوغيست أن يقيم بوابة ضخمة لمتحف في باريس، مما دعاه أن يستوحي رسوماته من قصائد الشاعر الإيطالي دانتي للجحيم،، والذي أسماه «بوابات الجحيم»، وكان من المفترض أن توضع فوق «بوابات الجحيم» غير أن العمل لم يكن قد انتهى في «بوابات الجحيم»، ولكننا نستطيع أن نراها في متحف رودان في باريس. وفي سنة 1900 أقام أوغيست أول معرض كبير له في باريس ضم أكثر من 150 عملا نحتيا له. وفي عام 1917توفيت روز، ليخيم الحزن أوغيست رودان والذي لم يلبث طويلاً حتى توفي في 17 من نوفمبر من نفس العام، وقد دفنا معاً في مودون، ووفاءً من محبيه وضع فوق قبرهما نسخة من منحوتة «المفكر».