كل النساء وأولياء أمورهن يرتاحون لرؤية رجال الهيئة في الأسواق التجارية، الذين يواجهون عبث المراهقين وغير الأخلاقيين والمنفلتين في تلك المواقع، ليتمكن من التسوق في مناخ طبيعي وهادئ .. كما نسعد جميعا عندما يقوم رجال الهيئة بمتابعة وملاحقة مروجي المخدرات الذين يفتكون بأبناء الوطن لاسيما من فئة الشباب المغرر بهم .. وسنسعد كذلك برؤيتهم عندما يقدمون المحاضرات والنصح والتوجيه بأسلوب حضاري يحصن المواطنين من منزلقات الزلل وحمايتهم من المخاطر التي تهددهم وبالتالي تهدد الوطن بأكمله .. ونرتاح كذلك عندما يلاحقون المشعوذين من السحرة وخلافهم من المدمرين، وغيرها من الأمور التي تحافظ على نظافة الوطن وأخلاقيات وسلامة أبنائه. لكنني أسأل: أليس الفساد المالي والغش التجاري وتدني الخدمات، وغياب المساءلة والمحاسبة، ألا تعتبر من أنواع المنكر، وسوء الأخلاق وعدم الأمانة، ومنافية للإسلام وللعادات والتقاليد السعودية، وأن محاربتها من مهام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأين دور الهيئة في هذه الأمور التي لا تقل أهمية وخطورة عن غيرها، حتى من باب إنكارها والنصح لتجنبها، وطلب محاسبة مرتكبيها؟ وأسأل كذلك عن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التنسيق والتعاون مع هيئة حقوق الإنسان لأداء المهام المناطة بها من جانب النصح والتوجيه لعامة الناس لتجنب المخالفات التي تتعارض مع كرامة الإنسان وبما يسهل أداء مهامها ويصوب الأمور بشكل توعوي؟ إننا نشد على أيدي رجال هيئة الأمر بالمعروف الذين يؤدون أدوارهم باللين والمحبة والنصح والإرشاد والتوعية السليمة والواعية، وممارسة أساليب الإقناع والترغيب والتعامل مع عقول الناشئة بحسب تفكيرهم، ومنحهم فرصة التعبير، وفتح مجال الإدلاء بآرائهم، وعدم الاستخفاف بهم، ومخاطبتهم بحسب عقولهم لا بحسب عقول وتفكير الكبار ممن عركتهم التجارب والخبرات، ونستنكر كل أنواع العنف والإذلال. نتمنى على رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجنب الشك في المداهمات وعدم ملاحقة الآخرين في الشوارع والأحياء، والتبين والتأكد (بما يرتقي لليقين) قبل الإقدام على أي خطوة بهذا الخصوص، لأن كرامات الناس عزيزة وغالية، ولابد أن يكون لهم قبول عند الآخرين لكي تتحقق الأهداف النبيلة لمهامهم بعيدا عن كل ما ينفر، وهذه من أسس وقواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما كان في صدر الإسلام (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) ولشروط التوعية الأحد عشر (ثلاثة منها في المدعو، وأربعة في الداعي، وأربعة في الوسيلة) .. وأن الفشل فيها هو فشل لجيل كامل، والنجاح فيها يعني بناء أمة ووطن سليم .. ولابد من الألفة والقناعة والشفافية بين الطرفين حتى تتحقق الأهداف والغايات النبيلة .. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة