شلت الأمطار التي شهدتها جدة أمس الحركة التجارية في أسواق الصواريخ جنوبي المحافظة، بعدما غمرت المياه الطرقات والأرصفة، ما دفع الباعة إلى الجلوس خارج محلاتهم انتظارا للمتسوقين القلائل المتخبطين في المياه والطين. وعلى الرغم من سوء الوضع وانتشار الطمي والطين على مساحات واسعة في المنطقة لم يتم رصد أية جهود ميدانية من قبل فرق الأمانة في الموقع، كما لوحظت فرق الدفاع المدني في مركزها في السوق دون أي تدخل يذكر سوى نشر ملابسهم على حبل غسيل خارج المركز. واكتفى أصحاب المحلات التجارية بجهود العمالة الذاتية لنزح المياه المتجمعة والطين من أمام محلاتهم دون أدنى تدخل من فرق النظافة الغائبة كليا عن المنطقة. ولم يكن الحال في منطقة الخمرة أفضل، حيث زادت المشاريع الجاري تنفيذها في الطريق الرئيسية من معاناة المواطنين بعدما أعاقت انسياب الحركة المرورية بشكل كبير. ويقول عبد الرزاق بامفلح (من أصحاب المحلات التجارية) «لم نر فرق الأمانة الميدانية في السوق منذ هطول الأمطار على جدة في اليومين الماضيين، ما جعل الطرقات تغرق في المياه والطين بشكل كبير الأمر الذي جعل الوصول إلى السوق صعبا جدا على المتسوقين وأصحاب المحلات». ويوضح بامفلح أن العديد من أصحاب المحلات التجارية اضطروا إلى إغلاقها، والذهاب إلى منازلهم، وعدم العمل لتردى الوضع في المنطقة. من جهته، يفيد فتحي عوض (عامل في محل تجاري) أن عمال المحال عملوا على نزح المياه، وإبعاد الطين المتراكم أمام متاجرهم في ظل غياب واضح من فرق الأمانة الميدانية، والتي اكتفت بالعمل وكثفت جهودها في الأحياء الشمالية والشرقية. بدوره، دعا خالد عميران (من أصحاب المحال التجارية) أعضاء المجلس البلدي إلى الوقوف ميدانيا على الوضع المتردي في المنطقة، والتأكد من عدم تدخل الجهات المختصة لنزح المياه المتجمعة منذ يوم الخميس الماضي، ما جعل الطين يغطي معظم الطرقات الرئيسية والفرعية. فيما يعتبر محمد مني (من سكان حي الخمرة) أن المشاريع الجاري تنفيذها في الطريق الرئيسية للحي زادت من معاناة الأهالي خصوصا أنها ساعدت في انتشار الأتربة والرمال على مساحات واسعة من الطريق بعد هطول الأمطار ما جعل الطريق يختفي تحت طبقة من الطين الكثيف. وأضاف «غياب فرق الأمانة الميدانية عن المنطقة بشكل عام زاد من تردي الوضع، خصوصا وأننا لم نلحظ وجودها منذ هطول الأمطار على المحافظة».