مجموعة آهات وصلتني عبر البريد الإلكتروني صادرة من فتيات بلادي ممن سهرن الليالي لطلب العلم وحصاد النجاح الدراسي لتكون المحصلة وهم وكابوس الحصول على وظيفة تؤمن لهن حياة كريمة، والسبب شرط إثبات الإقامة، ولا أدري ما المرجو من وضع مثل هذا الشرط؟ هل يقصد به انتفاء الخلوة؟ أم وجود المحرم؟ وإن كانت هذه الأسباب منطقية عند البعض هل يبرر ذلك حرمان الفتاة من وظيفتها التي سعت من أجلها سنين طوال بين الدراسة والسهر وأحيانا تحمل مشاق المواصلات أيضا؟ علما بأن الطالبات الجامعيات من خارج المنطقة يوجد لهن سكن ويعرف بسكن الطالبات!! إذن ما الفرق بين الطالبة والمعلمة بعد التعيين، لماذا لا نوفر سكنا للمعلمات على غرار سكن الطالبات؟ سأكتفي بعرض رسالة واحدة فاسمعوا ما تقول قمرا العتيبي وهي إحدى المتضررات من هذا الشرط: أنا إحدى المتقدمات على منطقة الدوادمي تم ترشيحي الثالثة للمنطقة من الدفعة الأولى، لكن هناك عائق، أو بالأصح شبح إثبات الإقامة. علما بأنني تقدمت لهذه المنطقة بقناعة مني ومن أهلي وتم الاتفاق على العيش هناك إذا حصلت الوظيفة، علما بأن والدي متسبب ويستلم راتبا من الضمان الاجتماعي ونحن ست بنات «عايشين» على الراتب!! ذهبت إلى الدوادمي للمقابلة، بصراحة وبدون مبالغة الموجهات جدا سيئات لما اكتشفن أنني لست من المنطقة. وبمطابقة الأوراق ولله الحمد، وعند نقطة إثبات الإقامة تم التحقيق معي كأنني لست من بنات المنطقة، علما بأن والدتي من مواليد الدوادمي، لكن إحدى الموجهات رفضت طلبي وبدأت تقرأ عليّ شروط إثبات الإقامة، وقالت لي ما راح تتوظفين إلا إذا حققتي شرطا من الشروط. «طيب وش الحل» إذا أنا بحاجة للوظيفة من سبع سنوات وأنا أقدم على منطقتي ما أحد قبلني لأنها مدينة، وقبلت عندما قدمت على الدوادمي. كل هذا الرفض بسبب إثبات الإقامة، علما أنا الدوادمي من ضمن منطقة الرياض؟ والله المناطق كثيرة والاحتياج أكثر لكن لا حياة لمن تنادي، أتمنى من الله عز وجل إن يصل الخطاب إلى من يهمه الأمر وأن يسعى في إلغاء شرط إثبات الإقامة ومساعدة بناتنا في الحصول على الوظيفة، انتهى. وبقية الرسائل لا تختلف عما ذكر، فدعونا نفكر في مصيرهن ابتداء بهذا التساؤل: ألسنا وطن واحد؟ لماذا نجعل هذا الشرط يفرق بين خدمة المعلمات في شتى مناطق بلادهن؟. بسام فتيني مكة المكرمة