أقرت نرمين نبيل الناجية من انفجار السيارة المفخخة الذي وقع في مدينة الإسكندرية شمالي مصر أمس قائلة «لو انتهت المراسيم قبل دقيقتين لكان حمام الدم أسوأ». وقتل 21 شخصا وأصيب 43 آخرون في الانفجار الذي وقع بعد حوالى نصف ساعة من منتصف ليل الجمعة السبت بينما كان مسيحيون يغادرون الكنيسة في حي سيدي بشر في المدينة، بعد شهرين من تهديدات أطلقتها مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الأقباط. وهذا أول انفجار سيارة مفخخة يستهدف كنيسة في مصر، ويذكر بالتفجيرات التي استخدمت فيها سيارات مفخخة في العراق وغيرها من دول الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. وقالت نرمين (30 عاما) التي أصيبت في ساقها في الهجوم، من على سريرها في المستشفى إنها غادرت الكنيسة «قبل دقيقتين من إنهاء المراسيم. وكان لا يزال مئات الأشخاص داخل الكنيسة»، مستدركة «لو انتهينا قبل دقيقتين لكان حمام الدم أسوأ». وأمام الكنيسة تناثرت الملابس التي غطتها الدماء وحقيبة سوداء، كما تناثرت الدماء داخل الكنيسة وفي عيادة مجاورة. وعمد محققون من الشرطة إلى تمشيط بقايا السيارة المدمرة من أجل جمع أدلة يمكن أن تساعدهم في القبض على منفذي التفجير الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه حتى بعد ساعات من الحادث. وتظاهر صباح أمس عشرات المسيحيين أمام الكنيسة، فيما انتشرت أعداد كبيرة من شرطة مكافحة الشغب في المنطقة التي أغلقت. لكن أكثر ما يثير قلق ربة العائلة الشابة نرمين هو أن «أجهزة الأمن تركت السيارة تتوقف أمام الكنيسة على الرغم من المنع الذي أصدرته السلطات بعد تهديدات العراق». وكانت تشير إلى الإجراءات الأمنية المعززة التي فرضت بعد التهديد الذي أطلقته مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الأقباط في نهاية أكتوبر (تشرين الأول). ويعد الأقباط أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط ويشكلون نحو 10 في المائة من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليونا. ويشتكي الأقباط عادة من التفرقة ضدهم، وقد تعرضوا لهجمات طائفية. وأعرب جرحى الانفجار وأقاربهم والأطباء والموظفون العاملون في العيادة التي تديرها الكنيسة عن غضبهم، في حين أعرب العديد منهم عن استيائهم من الشرطة. وقال والد شابة مسيحية أصيبت في انفجار الكنيسة إن بعض المتظاهرين أطلقوا العنان لغضبهم، مضيفا «كنا في حاجة للتعبير عن غضبنا». وتقع الكنيسة في حي سيدي بشر في الإسكندرية، والتي شهدت العديد من الاشتباكات بين المسلمين والأقباط قبل عامين.