أوصت ورشة عمل كرسي الأمير متعب بن عبد الله لهشاشة العظام التي اختتمت أنشطتها أخيرا في جامعة الملك سعود، على إعادة النظر في تركيز فيتامين «د» في بعض الأغذية بما لا يقل عن 600 وحدة ولا يزيد على 1000 وحدة، وتوحيد المعايير لقياس مرض هشاشة العظام في المملكة، ووضع الخطة الاستراتيجية للمجموعات البحثية في جميع مناطق المملكة وحتى لا يكون هناك ازدواجية في دعم الأبحاث المتعلقة بهشاشة العظام وبذلك يمكن تغطية جميع النقاط محل البحث والدراسة من هذا المرض والحد منه. وتحدث مدير مركز التميز البحثي لهشاشة العظام في مدينة الملك عبد العزيز البروفيسور محمد العرضاوي عن وبائيات هشاشة العظام، موضحا (أن مرض هشاشة العظام يسمى ب «القاتل الصامت»، فهو مرض هادئ بلا أعراض، حيث إن أعراض المرض تتأتى عند حدوث الكسر الأول، مشيرا إلى أنه من المهم معرفة أن فقدان العظم نفسه لا يسبب ألما أو أية أعراض أخرى، فعلى سبيل المثال لا يمكن إلقاء لوم آلام الظهر على انخفاض الكثافة المعدنية العظمية، إلا في حال وجود كسر). وتطرق المدير الطبي لعيادة هشاشة العظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور محمد الشاكر، لجانب الفسيولوجيا المرضية لهشاشة العظام، معتبرا أن هشاشة العظام هو مرض يصيب العظام ويؤدي إلى الزيادة في قابلية الكسر، منوها أنه على مدى العقدين الماضيين، أجريت العديد من الأبحاث التي ساهمت في فهم أفضل لمختلف جوانب هذا المرض. وأضاف «مع التقدم الحديث في اكتشاف مسببات هشاشة العظام في الوقت الحاضر لا تقتصر الدراسات فقط على التنبؤ بطبيعة المرض وسلوكه ولكن البحث أيضا عن طرق علاجية مختلفة تساعد الأطباء في علاج هذا المرض». وتناولت استشارية الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك خالد الدكتور منى فودة في محاضرتها جانب التشخيص وأداة تقييم عوامل الخطورة لهذا المرض، مبينة أن هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام شيوعا بين المجتمعات، بل ويعرف أيضا بالمرض الصامت، حيث تبلغ نسبة الإصابة بكسور هشاشة العظام بين النساء امرأة واحدة لكل ثلاثة، وبين الرجال واحد لكل خمسة فوق سن ال50 على المستوى العالمي. ورأى استشاري الغدد الصماء والسكري في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور حسين رائف، أنه يمكن منع انتشار المرض بالتركيز على زيادة كثافة العظم لدى الشباب بالاعتماد على الغذاء وممارسة الرياضة المثبت فاعليتها، مؤكدا أن من الاستراتيجيات الأخرى تقليل خسارة العظم من خلال التحكم في عوامل الخطورة وتشجيع أنماط الحياة الصحية. وأبرز استشاري الغدد الصماء في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور ناجي الجهني، كل ما يتعلق عن فيتامين (د) وأمراض المناعة الذاتية، مبينا «أن الدراسات الوبائية تشير إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين (د) وزيادة حدوث أمراض المناعة الذاتية، حيث يعد وجود مستقبلات فيتامين (د) في خلايا الجهاز المناعي، وإفراز العديد من هذه الخلايا لفيتامين (د) مؤشرا على أن فيتامين (د) يتمتع بخواص المنظمات المناعية، وله تأثير قوي على نشاط الوسائط المناعية في بعض أنواع الخلايا المناعية. وتحدث استشاري أول الغدد الصماء في مستشفى الملك فهد في الحرس الوطني الدكتور يوسف الصالح، عن علاج هشاشة العظام على مدى العقود الثلاثة الماضية، مؤكدا أن علاج هشاشة العظام خطا خطوات كبيرة، وتتيح الدلائل المعتمدة على التقارير المدققة نظاميا من تجارب إكلينيكية عشوائية والمحتوية على تحليل ميتا لكل من العلاجات الرئيسية المستخدمة الوصول إلى استنتاجات متعلقة بمبدأ كل طريقة من طرق علاج هشاشة العظام، مشيرا إلى أنه في الماضي كان هناك عدد قليل جدا من وسائل علاج هشاشة العظام، أما اليوم فعلاج هشاشة العظام أحدث تغييرات كبيرة، ومع تعدد الوسائل العلاجية انفتحت خيارات أمام الطبيب المعالج لتحديد العلاج المناسب لكل مريض. وتطرق المشرف على كرسي الأمير متعب لهشاشة العظام أستاذ مشارك الكيمياء الحيوية الدكتور ناصر بن محمد الداغري، لجوانب فيتامين (د) ومتلازمة التمثيل الغذائي، لافتا إلى أن الدراسات السابقة والحالية أكدت على ازدياد التحول من حالة النقص المتوسط إلى نقص حاد في مستويات فيتامين (د) عند الأطفال والبالغين المرضى وغير المرضى بالسكري، وباستعراض النتائج السابقة ووبائية المرض وما تم توثيقه من أبحاث علمية نجد أن الآثار الفسيولوجية لنقص فيتامين (د) متعددة الجوانب، تشمل عناصر المتلازمة الأيضية، وهي مجموعة عوامل الخطر التي تزيد من حدوث الإصابة بأمراض القلب والسكري من نوع (2). وتحدث أستاذ مشارك الصيدله الإكلينيكية في جامعة الملك سعود أحد أعضاء فريق البحث في كرسي هشاشة العظام الدكتور خالد بن محمد الخارفي عن الخطة الاستراتيجية عن كرسي هشاشة العظام.