اعتذر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عن تصريحات أدلى بها في العام 1973 كشف النقاب عنها أخيرا، ويقول فيها إنه حتى لو وضع الاتحاد السوفيتي اليهود في غرف غاز، فإن ذلك لن يكون شأناً أمريكياً، وأردف إنها أخرجت من سياقها. وكتب كيسنجر في مقالة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» «بالنسبة لشخص خسر في المحرقة العديد من أفراد أسرتي ونسبة كبيرة من أولئك الذين ترعرعت معهم، يحز في نفسي أن أرى كلاماً قلته يخرج من سياقه ويؤخذ على عكس نواياي وقناعاتي والتي تأثرت كثيراً بتلك الأحداث»(!!). وأضاف إن «الإشارات إلى غرف الغاز لا مكان لها في النقاش السياسي، وأنا آسف لأني قلت هذه الملاحظة قبل 37 عاماً». ورد كيسنجر على الصحافي مايكل جيرسون الذي أشار في عموده بتاريخ 21 ديسمبر (كانون الأول) تحت عنوان «أبعد من واقعية كيسنجر» إلى تعليق أدلى به (كيسنجر) أثناء محادثة مدتها دقيقة واحدة مع الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون. وأتت تصريحات كيسنجر بعد اجتماع ضم نيكسون ورئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، غولدا مائير، التي فاتحته في موضوع دعم الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفياتي، فاستشار الرئيس الأمريكي وزير خارجيته الذي طلب منه عدم وضع الأمر على جدول أعمال الخارجية الأمريكية. وأوضح كيسنجر في مقاله أن «الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفياتي لم تدرجها أية إدارة أمريكية في موقف رسمي، ليس بسبب اللا مبالاة الأخلاقية ولكن لأن أزمات شديدة فرضت أولويات أخرى»، مشيراً إلى أن الإدارة أدرجت عام 1969 المسألة في القنوات الرئاسية باعتبارها قضية إنسانية «لأننا نعتبر أن أية مواجهة سياسة خارجية من شأنها أن تؤدي إلى الرفض وزيادة التوتر مع السوفييت». وأضاف «نتيجة لذلك، ارتفعت الهجرة اليهودية من 700 سنوياً عام 1969 إلى ما يقارب 40000 عام 1972. وبلغ الإجمالي في ولاية نيكسون الأولى أكثر من 100000». وأشار إلى أن العبارة كانت مختصرة ولا شك أنها عندما تقرأ بعد 37 عاماً ستكون جارحة، مشدداً على أنها «كانت موجهة إلى رئيس ألزم نفسه بهذه المسألة ولم تستخدم أبداً لأغراض سياسية للحفاظ على إطارها الإنساني». وخلص إلى أن قوله لنيكسون بأن الهجرة يجب ألا تكون موضوعاً على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية يجب أن ينظر إليه في هذا السياق.