اعتذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر عن تصريحات أدلى بها في العام 1973، كشف النقاب عنها مؤخراً ويقول فيها انه حتى لو وضع الاتحاد السوفيتي اليهود في غرف غاز فان ذلك لن يكون شأناً أميركياً، وقال إنها أخرجت من سياقها. وكتب كيسنجر في مقالة تنشرها صحيفة "واشنطن بوست" غدا الأحد 26 ديسمبر 2010: "بالنسبة لشخص خسر في المحرقة العديد من أفراد أسرتي ونسبة كبيرة من أولئك الذين ترعرعت معهم، يحز في نفسي أن أرى كلاماً قلته يخرج من سياقه ويؤخذ على عكس نواياي وقناعاتي والتي تأثرت كثيراً بتلك الأحداث". وأضاف ان "الإشارات إلى غرف الغاز لا مكان لها في النقاش السياسي، وأنا آسف لأني قلت هذه الملاحظة قبل 37 عاماً". ورد كيسنجر على الصحافي مايكل جيرسون الذي أشار في عموده بتاريخ 21 ديسمبر تحت عنوان "أبعد من واقعية كيسنجر" إلى تعليق أدلى به (كيسنجر) أثناء محادثة مدتها دقيقة واحدة مع الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون. وجاءت تصريحات كيسنجر بعد اجتماع ضم نيكسون ورئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، غولدا مائير، التي فاتحته بموضوع دعم الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفياتي، فاستشار الرئيس الأميركي وزير خارجيته الذي طلب منه عدم وضع الأمر على جدول أعمال الخارجية الأميركية. وأوضح كيسنجر في مقاله ان "الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفياتي لم تدرجها أية إدارة أميركية في موقف رسمي ليس بسبب اللامبالاة الأخلاقية، ولكن لأن أزمات شديدة فرضت أولويات أخرى"، مشيراً إلى أن الإدارة أدرجت عام 1969 المسألة في القنوات الرئاسية باعتبارها قضية إنسانية "لأننا نعتبر أن أية مواجهة سياسة خارجية من شأنها أن تؤدي إلى الرفض وزيادة التوتر مع السوفيات". وأضاف "نتيجة لذلك، ارتفعت الهجرة اليهودية من 700 سنوياً عام 1969 إلى ما يقارب 40000 عام 1972. وبلغ الإجمالي في ولاية نيكسون الأولى أكثر من 100000". وأشار إلى أن العبارة كانت مختصرة ولا شك أنها عندما تُقرأ بعد 37 عاماً ستكون جارحة، مشدداً على أنها "كانت موجهة إلى رئيس ألزم نفسه بهذه المسألة ولم تستخدم أبداً لأغراض سياسية للحفاظ على إطارها الإنساني". وأضاف ان قوله لنيكسون بأن الهجرة يجب ألا تكون موضوعاً على أجندة السياسة الخارجية الأميركية يجب أن ينظر إليه في هذا السياق. وشدد على أنه ينبغي أيضاً أن يكون مفهوماً ان المحادثة جرت بعد 15 دقيقة من لقاء بين نيكسون ومائير حضره هو وإسحق رابين الذي كان آنذاك سفيراً لدى واشنطن.