في عدد هذه الصحيفة الصادر يوم الاثنين 7 / 1 / 1432 ه تحدث المهندس عبد الحميد الصوري مدير ميناء جازان البحري حديثا مطولا أجرته معه «عكاظ» عن هذا الميناء الذي يعتبر البوابة البحرية الجنوبية لوطننا المترامي الأطراف «المملكة العربية السعودية».. وقبل أن أتطرق إلى السلبيات والمعوقات التي يعاني منها هذا الميناء حسب حديث الصوري أود أن أستعيد شيئا من بعض ما أعرفه عبر سنوات خلت عندما كان ميناء متواضعا يخلو من أية منشأة باستثناء لسان اسمنتي صغير يطلقون عليه مسمى «سقالة» لا تستطيع حتى السفن الشراعية أن «تعشق»بتشديد الشين بالكسر على جانبها ومع هذا كان هذا الميناء يستقبل البواخر الكبيرة و «السكونات» التي كانت جميعها ترسو في العمق البحري البعيد عن حافة الساحل ثم تفرغ حمولتها على ذلك اللسان الأسمنتي بواسطة الأبوات جمع بوت وكان العاملون في هذا التفريغ يسمون «أهل المعداية». لقد مرت السنوات ومر هذا الميناء بمراحل تطويرية متعددة حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من إصلاحات جعلت منه معلما حضاريا يتباهى بأرصفته الحديثة المتعددة ومنشآت مبانيه المختلفة وبرجه العملاق وكل ما تتطلبه الحركة التجارية الاستيرادية والتصديرية المتسارعة إلا أن الذي استرعى انتباهي في حديث مدير هذا الميناء عزوف المستثمرين عن الاستفادة منه بالشكل المطلوب رغم التسهيلات الخاصة والاستثنائية التي منحت لأنظمته من قبل الدولة خاصة أنه أقرب ميناء سعودي إلى «باب المندب» البوابة الجنوبية للبحر الأحمر وبالتالي أقرب نقطة للقرن الأفريقي بالنسبة للمملكة كما أنه يسهل التعامل التجاري والاقتصادي مع الموانئ البحرية الأخرى في داخل الوطن.. كما يشكو الصوري من أن هذا الميناء وساحاته قد أصبحت مخصصة ومستخدمة لغير الغرض الذي جعلت من أجله فبدلا من أن تكون هذه الساحات مزدحمة بالحركة التجارية وبأصناف البضائع والمعدات الواردة والصادرة أصبحت ميادين لتجميع وحجز السيارات المقبوض عليها في عمليات التهريب والقضايا المشابهة بسبب عدم قيام الجهات المسؤولة عنها بإنهاء إجراءاتها وهي بهذه الحال تشكل مظهرا غير حضاري نتيجة الإهمال والتآكل وتراكم الغبار والأتربة عليها بالإضافة إلى كونها تشكل عائقا للحركة داخل المواقف وإرباكا وخطرا يهدد الميناء ومنشآته في حالة حدوث أي حرائق لا قدر الله.. ومن هذا المنطلق يوجه المهندس الصوري نداءه إلى الجهات المعنية التي تعرقل إجراءات الإفراج عن هذه السيارات بأن تخلي ساحات الميناء من هذا التراكم كما يأمل ويحلم بأن تتاح فرص العمل في الميناء للعاطلين من شباب منطقة جازان خاصة ومن شباب الوطن بصفة عامة بدلا من منحها للغير من العمالة الوافدة. أنا من منطلق معرفتي لحرص سمو أمير منطقة جازان على مصالح هذه المنطقة أعرض هذه الأمور على سموه الكريم لتشملها حركة التغيير والتطوير التي يتبناها لإحداث نقلة حضارية معاصرة في حياة هذا الجزء الغالي من الوطن. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة