أكدت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر العربي الرابع لحقوق الطفل نورة بنت عبد الله الفايز، حرص المملكة على العناية الشاملة للأطفال المحرومين والمعرضين للمخاطر عبر المصادقة على الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة وسن الأنظمة والتشريعات الضامنة لحمايتهم. وبينت الفايز أنه أنشئ في المملكة برنامج الأمان الأسري الوطني في نوفمبر 2005م، بهدف إعداد سلسلة من الأنظمة والسياسات والبرامج التي تستهدف حماية الأسرة، ووقاية الطفل من العنف الأسري. وأفادت نائب وزير التربية أنه افتتح في المملكة نحو 300 روضة أطفال تركزت في القرى والهجر في العام الماضي فقط، والسماح لكثير من المدارس الأهلية في العامين الأخيرين بتدريس المعلمات للطلاب الذكور في المرحلة الابتدائية الأولية. وقالت الفايز، ضمن كلمة لها أمام المؤتمر في مراكش: «التحديات تتمثل في رفع معدلات الالتحاق بمراحل التعليم المبكر وتجويد نوعيته، كسر حلقة الفقر التي تؤرق نمو أطفال الأسر المعسرة، تطوير الأنظمة والتشريعات المرتبطة بالحماية والرعاية الاجتماعية للأطفال». وزادت نورة الفايز: «جهود المملكة المبذولة في مجال التربية والتعليم تشمل جوانب عدة، منها قرار المقام السامي القاضي بجعل مرحلة رياض الأطفال مرحلة مستقلة مع أهمية التوسع فيها والعمل على زيادة نسب الالتحاق برياض الأطفال». وأفادت نائب وزير التربية أن من التحديات أيضا وقاية الأطفال من كافة مخاطر التلوث البيئي، الارتقاء بمستوى المضامين والمصادر الثقافية والإعلامية الموجهة للأطفال، إضافة إلى تعزيز حقهم في الحصول على فرص ملائمة للعب والترفيه والنشاط الثقافي والمشاركة الاجتماعية. وأشارت الفايز إلى أن اهتمام المملكة في السنوات الأخيرة بمرحلة الطفولة المبكرة أمر ملحوظ، موضحة أن هذا الاهتمام بني على إرادة سياسية ورغبة وطنية لتوسيع مفهوم الطفولة المبكرة، وتوسيع انتشار التعليم المبكر. ونوهت نائب وزير التربية بجهود المملكة في ما يتعلق بالطفولة مستندة على النظام الأساسي للحكم الذي شدد على أن الأسرة نواة المجتمع ووجوب تربية أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية. واستعرضت الفايز الإنجازات الوطنية المتعلقة بالعناية بالطفولة، ومنها إنشاء اللجنة الوطنية للطفولة وتكليفها بإعداد الاستراتيجية الوطنية للطفولة 2005 2015، إنشاء هيئة حقوق الإنسان التي ترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، وتخصيص وزارة العمل فصلين في لائحة العمل لأنظمة وضوابط عمل المرأة والطفل. وأوضحت الفايز أن اللائحة احتوت على مواد تحفظ للمرأة حقوقها في العمل، وخصوصا أثناء الحمل والولادة، مشيرة إلى أن ما منحه بنك التسليف والادخار السعودي على شكل قروض حسنة تمنح للمستثمرات في مجال افتتاح وتأسيس مؤسسات لرعاية وتعليم الطفولة المبكرة وصل نحو 130 مليون ريال. واعتبرت نائب وزير التربية إطلاق وزارة الثقافة والإعلام قناة تلفزيونية للأطفال من أحدث الإنجازات الوطنية للاعتناء بالطفولة. وتطرقت الفايز إلى جهود المملكة في مجال حماية الأطفال المعرضين للعنف من خلال مؤسسات المجتمع المدني، إذ تم توفير هاتف مجاني للتبليغ عن حالات الإيذاء إضافة إلى إنشاء دور حماية لاستضافة المعرضين للإيذاء من النساء والأطفال. وأضافت نائب وزير التربية «نفذت المملكة خططا وبرامج لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة على المستويين الحكومي والأهلي وخاصة في مراحل الطفولة المبكرة، وشجعت على إنشاء المزيد من المراكز الخاصة برعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الإعانات المادية لأهاليهم». أما في مجال صحة الطفولة والأمومة، فأوضحت الفايز أن من المؤشرات الكمية والنوعية التي تعكس إنجازات كبيرة للمملكة خلال العقدين الماضيين، تطبيق برنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية، والمدونة الوطنية لبدائل حليب الأم، ما ساهم في انخفاض عدد وفيات الرضع والأطفال دون الخامسة ووفيات الأمهات الوالدات. وشددت نائب وزير التربية في ختام حديثها على ضرورة تحمل المسؤولية كمؤسسات رسمية وأهلية وخيرية، داعية إلى «توحيد الجهود واستثمار اللقاءات لوضع خطة عمل عربية قابلة للتنفيذ، على أن تعمل على تنفيذها في كل وطن عربي قوى بشرية مؤهلة، تمتلك المهارات والمعارف وتستطيع بكفاية واقتدار إدارة القطاعات التربوية والصحية والاجتماعية وكل ما له علاقة بتحقيق احتياجات الأطفال، حتى ندفع بمسيرة التنمية في بلادنا العربية إلى الآفاق الحضارية». وشاركت ضمن الوفد جهات حكومية ومؤسسات خيرية، منها وزارة التربية والتعليم، وزارة العدل، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة والإعلام، هيئة حقوق الإنسان، مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة الأميرة العنود الخيرية.