تعصف بلبنان موجات سياسية عارمة، محورها الاتهام الظني المحتمل توجيهه إلى عناصر من حزب الله، في الوقت الذي يصر فيه الحزب على عدم تسليم أي من عناصره مهما كلف الأمر، وفي هذا الإطار أكد ممثل حزب الكتائب في الحكومة اللبنانية وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ في حوار خاص مع «عكاظ» أن حكومة سعد الحريري متماسكة وقوية، مشيرا إلى أنها باقية ومن المستحيل تشكيل حكومة أخرى في حال انحلالها. وقال الوزير الصايغ «إن هناك ضوابط للوضع في لبنان، لا يستطيع أحد أن يغيرها، ومن هذه الضوابط ضرورة المحافظة على الاستقرار في لبنان لأنه ليس قرارا محليا فحسب إنما هو قرار محلي، إقليمي، عربي ودولي، وأن أي عبث بالاستقرار في لبنان سيؤثر على دول المنطقة، وسيعرض مصالح الدول الكبرى والصغرى إلى أخطار لا تحمد عقباها». وأضاف أن «هناك إرادة لتوفير الاستقرار في لبنان تحت سقف معين وهذا التوتير السياسي الذي يحصل يعطي رسائل أنه يمكن تغيير قواعد اللعبة لا بل من الممكن الانقلاب على الأوضاع أو تغيير الأولويات، وهذا الضغط هو مدروس ومتدرج يعلو وينخفض حسب الظروف التي تسمح به، ولكن كل هذه الصورة تبقى تحت السقف، من أجل ذلك نحن لا نعتبر أن هناك خطة واضحة ومتماسكة يتصرف على أساسها حزب الله والمتضررون من أي إنجاز للمحكمة الدولية». وعن إمكانية حصول انفجار أمني أو إسقاط للحكومة تنفذه القوى المناوئة للمحكمة الدولية قال الوزير الصايغ «هذه الحكومة لا يجري إقالتها بهذا السيناريو، ونحن نتعامل مع كل هذه الأمور بأنها تهويل، وإذا كنا لا نرد على هذا التهويل بتهويل آخر لاننا نعتبر أن الأمر سيؤدي إلى تصعيد وضرب الاستقرار، ونحن لا نريد ضرب الاستقرار في البلد، أهم مواجهة لهذا التهديد هو المحافظة على الدولة ومؤسساتها، لأنه ليس هناك من بديل عن الدولة، وبالمقابل فإن الطرف الآخر لا يملك البديل». الجيش اللبناني قادر على حماية الدولة وعن احتمال انتقال الصراع إلى المناطق المسيحية أكد الوزير الصايغ أنه «ليس هناك من جبهات في لبنان خصوصا في المناطق المسيحية لأنها لا تريد أن تستعمل كوقود في صراع آخر. وإذا أراد أي فريق أن يمتطي مطية معينة ويدخل إلى المناطق المسيحية تحت أي شعار أو عنوان لضرب المسيحيين بعضهم ببعض فهذا الرجل سيكون منتحرا وسيواجه من كل المسيحيين بكل فئاتهم وأحزابهم، من أجل قضية شهود زور مفبركين أو أي قضية أخرى، من المؤكد أن المسيحي سيكون حاضرا للدفاع عن الدولة ومؤسساتها. ونحن لا نعتبر أنفسنا مستهدفين عندما يكون الهجوم سياسيا إنما نعتبر أن الدولة هي المستهدفة وعلى الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية أن تقوم بواجباتها وتدافع عن نفسها ضد أي انقلاب أو أي عمل مسلح وإذا لم تفعل ذلك تسقط شرعيتها ومبرر وجودها». وجزم الصايغ أن «هذه الساعة لم تأت ونحن نتصرف على أن الدولة باقية والجيش قوي وقادر على أن يحمي كل المناطق». من يستخدم السلاح في الداخل عدو لكل لبنان ورأى الصايغ أن «لا أحد يستطيع أن يلغي أحدا في لبنان ولا أحد يقدر أن يستعمل سلاحه ضد اللبناني بنجاح، ولا أحد يستطيع أن يحكم بقوة السلاح، سلاح حزب الله وجد أصلا لمواجهة إسرائيل، وإذا استعمله في الداخل يحول كل لبنان إلى عدو له، ويحول الصراع في الداخل إلى صراع مذهبي سني شيعي لا يستطيع حزب الله أو أي قوة أكبر من حزب الله أن تقف في وجه هذه الفتنة لأنها حرب الألف عام إلى الأمام». وحول ملف شهود الزور المطروح كبند أول على جلسة مجلس الوزراء قال «هناك مبادئ ثابتة، ليس هناك مساومة على موضوع المحكمة والحقيقة والعدالة، وكل ما يقال عن المحكمة اليوم لا أساس له ونحن نقول رأينا عند صدور القرار الظني، لأننا نحن أصحاب حق وقضية ونحن نريد حق من استشهد في سبيل قضية لبنان ونحن عندنا في حزب الكتائب شهيدان، ونحن نريد السلم الأهلي المبني على الحقيقة والعدالة ولا نريد تضامنا وطنيا على باطل».