تمثل رواية «الحزن المعاش» انعكاسا دراميا لأهم وقائع الإنسان اتصالا بالحياة.. هكذا يرى من كتب حول هذه الرواية من النقاد. ومنذ كتابة سي. اس. لويس لهذه الرواية عقب انفلات دراماتيكي للكاتب من ويلات الحزن متأثرا بوفاة زوجته، فقد قال النقاد عن روايته الموسومة بالحزن المعاش أنه إبداع يتمثل في نجاة صاحبه من كراريس الجنون منتصف الليل. وقيمة هذا العمل الأدبي ترتكز على أهم ثلاثة محاور في حياة الإنسان.. فهو يتناول الحياة والموت والإيمان.. ذات مرة كتب لويس أنه لا يوجد شيء يهز الإنسان مثل الحزن درجة الجزع، فالحزن يردي الإنسان أرضا، ما لم يكن محظوظا بالتراجع إلى وعيه وعقله، هكذا كتب لويس في مذكراته التي باشر من خلالها كتابة A grief observed، ويرى المؤلف أن الحزن له طعم لاذع ومرير وفي الوقت نفسه ما لم يتمكن الإنسان من تدارك نفسه وهو في غمرة تيارات متوالية من العذاب الحسي، فالحزن يمكن له النيل من الإنسان، ويمضي المؤلف لويس في متابعة تحليله عن تيارات الحزن قائلا يختلف الحزن عن الخوف. هنا فقط توجد مداخلات نقدية تضيء ميكانيزم الحزن أثناء الكتابة، فقد وصف النقاد كتابة لويس من خلال «الحزن المعاش» أنها أشبه بتعبيرات حزن صارخ من خلال الكتابة وفي الوقت نفسه يتوافر إليها مسحة عن التواضع والإيمان. والأكثر من هذا وذاك أنه يتوافر في الكتاب نزعة تطهيرية، ويمكن أن يتعلم القارئ من تجربة لويس عن الحزن في كيفية تنمية قواه الروحية لإكسابها المناعة في مواجهة ظروف الحزن والانكسارات النفسية. غير أن كتابات لويس عن الحزن ينتابها ما بين عبارة وأخرى نقلات إرشادية بحس معنوي كما لو كان المؤلف ينقل من خلالها بيانا إلى القارئ بأفضل الطرق هدوءا ورباطة جأش في التعامل مع نوبات الحزن، وهو من غير مواربة ينتقد الشفقة على الذات ويدافع بكل أفكاره ضد الانهيار التام للإنسان وفي الوقت نفسه يرى أن الوازع الإيماني يكسب الإنسان منعة ضد الاستسلام للانهيار، وهكذا كتب ذات مرة معترفا أن الفجيعة عالمة وهو دون أدنى شك يعتبر أحزانه التي كتب عنها جزء لا يتجزأ من خبراته في الحب، لأنه هكذا قبل فقد زوجته أحبها بإخلاص ووفاء وهو يدافع الآن من خلال الحزن عن عواطفه بسخاء حيال ذلك الحب. A grief observed Clive Staples Lewis Publisher: HarperCollins.