شن أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الغذامي هجوما على من يصفون أنفسهم ب «الليبراليين»، متنكرا لهذا المصطلح بقوله: «أنا لست ليبراليا، والليبرالية غير موجودة محليا ومن يستطيع إثبات غير ذلك فأنا مستعد للتغيير». وأضاف الغذامي «هناك من يقول بأنه ليبرالي، نعم الليبرالية كظاهرة قائمة وموجودة، ولكنها انتهت في بعض الدول الأوروبية، وأنا على أتم الاستعداد لتغيير فكري ورأيي إذا ما تقدم أي شخص يثبت بأن الليبرالية كمفهوم صحيح وموجود في مجتمعنا السعودي». وتساءل الغذامي أمام أكثر من 500 أكاديمي وطالب تسارعت أقدامهم صباح أمس نحو المدرج (7 أ) في الجامعة للاستماع لمحاضرته (الليبرالية الموشومة) «هل ممارسات الناس تصبح حكما على المصطلح؟ وهل ممارسات المسلمين تصبح حكما على الإسلام؟ وهل ممارسات الليبراليين تصبح حكما على الليبرالية؟»، ليجيب على تساؤلاته «قطعا لا»، وأضاف: «الليبرالية موشومة عالميا». الغذامي وجد ترحيبا كبيرا من الحضور لم يقتصر على محبيه من نفس التوجه الفكري، بل تعدى ذلك ليحصد إعجاب كثير ممن كانوا يختلفون معه في التوجه والطرح، حيث حضر بعضهم لإلتقاط الصور التذكارية إلى جواره. وتحدث أستاذ النقد والنظرية عن تاريخ الليبرالية والنظريات الغربية التي تصف المصطلح، وقال: «ناقشت في حياتي أربع فئات: الإسلاميون ،الحداثيون، الروائيون، والليبراليون، والليبراليون أضافوا لرصيدي صفتين، فقالوا بأني مخرف وكذاب، وليست لدي مشكلة، فالناقد يتقبل النقد، وقد تعرضت للهجوم من الفئات الأربع، ولا أجد اختلافا بين هذه الفئات، الفارق يكمن في الأسلوب والثقافة والعرض». واعتبر الغذامي بأنه لم يرفع راية التغيير في المجتمع، وقال: «أنا مفكر حر»، وأضاف «مصطلح الليبرالية جاء إلى المملكة بأقلام وألسنة الصحافيين الذين يكتبون عن بلدنا، وتشبع هذا المصطلح منذ الستينيات». وتساءل الغذامي في محاضرته عن أسباب عدم كتابة أي ممن يصفون أنفسهم بالليبرالية مقالات صحافية تتحدث عن إيقاف الانتخابات في الأندية الأدبية، وأشار إلى أن الأمر بالنسبة له «اختبار عسير» لمن يصف نفسه بالليبرالي، وإلى أن الأمر يكمن في الديمقراطية وفي الحرية وفي الإنسانية التي أصبحت تصف النساء بأبشع الصور دون رادعٍ من الليبرالية، مسطردا «أين هم من الليبرالية؟ أستطيع أن أميز المقالات والبيانات، هم يتحدثون عن مواضيع لا تمت بصلة، ينتقدون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المناهج، الغلو، الإرهاب، الخدمات العامة، هنا تنشط مقالات الليبراليين، هنا أقلام من يسمون أنفسهم ليبراليون، هنا لا تحق لهم هذه التسمية، أرضنا خصبة، للانتخابات، للديموقراطية، وغيرها من الأمور الجميلة».