أسلوب حضاري وإنساني ذلك الاعتذار الذي قدمته وزارة العمل السعودية للعاملة الإندونيسية (سومياتي بنتي سلام مصطفى) التي تعرضت لإيذاء شديد على أيدي مخدومتها السعودية، مما استدعى إدخالها إلى المستشفى للعلاج، ومتابعة الوزارة لقضية تلك العاملة .. ونحن نشكرها على كل ذلك. كلنا نؤيد هذا الأسلوب الإنساني والحضاري الذي يتماشى مع تربيتنا وأخلاقنا السعودية والاعتذار عن كل خطأ يرتكب حتى لو كان حالة فردية شاذة قام بها شخص أو بضعة أشخاص؛ لأن في ذلك احتراما للذات الإنسانية وللتربية الأخلاقية والتقاليد السعودية التي نشأ عليها هذا الشعب الكريم. قد تكون هناك حالات مشابهة أو قريبة من حالة (سومياتي) قد تعرض أصحابها لمثل هذا الاعتداء، لكنها تظل حالات فردية تصدر من فئات ربما أنها تعاني من حالات نفسية، أو أوضاع ضاغطة وخلافه، قياسا بالعدد الكبير من العاملات المنزليات اللاتي يعشن بيننا وفي منازلنا، ويصل عددهن إلى نحو سبعمائة ألف عاملة منزلية، وهذا ليس تبريرا ولكنه قياس للنسب والتناسب ممن يجدن التعامل الحسن لدى الأسر السعودية. لكنني أسأل وزارة العمل والجهات المعنية الأخرى: ألا يستحق المواطن السعودي الاعتذار والتعويض عندما يتعرض لإيذاء العاملات المنزليات الذي يصل إلى حد الجريمة، ولا يجد من يقف معه ويطالب بحقوقه، ولا حتى يوجه إليه كلمة اعتذار تطيب خاطره؟! لا أعتقد أن وزارة العمل والجهات المعنية الأخرى بعيدة عن كل الحوادث والجرائم التي ترتكبها العاملات المنزليات، وقد نشرت الصحف جانبا منها، ولم نجد من تلك الجهات أي اهتمام أوتحرك، وكأن المواطن لا يعنيهم بشيء، وليسوا مسؤولين عنه! فالمواطن السعودي يعاني كثيرا من معظم تلك العمالة بسبب انفلاتها من الأنظمة والقوانين الضابطة لتصرفاتها وسلوكها .. وإذا ما قامت تلك الجهات بعمل استبيان للمشاكل التي تتعرض لها الأسر السعودية من العمالة الوافدة فإنها ستكون أمام نتائج يشيب لها الولدان .. فأين هي عن كل ذلك؟! إن معظم هذه العمالة أو العدد الكبير منها تصل إلى بلادنا وهي جاهزة للمخالفات والجرائم التي ترتكبها لاحقا سواء داخل منازل مخدوميها أو بعد الهروب منهم بعد بضعة أيام من قدومها .. وتظل تسرح وتمرح في البلاد وترتكب الجرائم والمخالفات، وعندما تشعر بأن الخناق قد ضيق عليها تقوم بتسليم نفسها للجوازات لكي تقوم الأخيرة بترحيلها على نفقتها دون مساءلتها ومعاقبتها وتغريمها، مما ساعد على انتشار حالة الفوضى والفلتان! لقد بحت الحناجر والأقلام مطالبة بالأنظمة والقوانين المنظمة والضابطة لتواجد العمالة بكل فئاتها حفاظا على حقوق كل الأطراف، ونحن نرى المشاكل تزداد يوما بعد يوم، ولكن لا حياة لمن تنادي .. فمتى يأتي الإجراء الذي ننتظره طويلا ؟؟؟ وبالله التوفيق. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة